الحمد لله الذي نوع أدلة ربوبيته وتوحيده وقامت من كل جانب، فعرفه الموفقون من عباده وأقروا بتوحيده إيمانًا وإذعانًا، وجحده المخذولون من خليقته وأشركوا به ظلمًا وكفرانًا، فهلك من هلك عن بينة وحيي من حيي عن بينة، والله سميع عليم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من يعلم أنه لا رب له سواه، ولا يعبد إلا إياه.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة على عباده المؤمنين، لم يفارق الأمة حتى تركها على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا من كان من الهالكين {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التّوبَة: ١٢٨] .
أما بعد: فيا عباد الله- أحسن ما أنفقت فيه الأنفاس هو التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلق القلب
والهمة به دون شيء من مخلوقاته؛ ولهذا يكرر الله تعالى في القرآن