للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحوال الإنسان من حين يأتيه الأجل المحتوم

إلى أن يستقر في إحدى الدارين (١)

الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه، وخلق الإنسان في أحسن تقويم. أوجده ورباه بنعمه، وهداه إلى الطريق القويم. وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا تحول من حال إلى حال ولا قوة على ذلك إلا بالله وهو حسبي ونعم الوكيل. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نقله ربه درجة بعد درجة، ومرتبة بعد مرتبة، حتى انتهى إلى محل القرب والزلفى من ربه الكريم. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أهل العلم والعبادة والهجرة والجهاد، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المعاد.

أما بعد: فقد قال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: ١٦- ١٩] أقسم سبحانه بالشفق الذي يتضمن إدبار النهار وإقبال الليل، وهما آيتان من آيات الله. وأقسم بالقمر واتساقه؛ فالهلال آية، واتساقه- وهو امتلاؤه نورًا- آية، ثم أخذه في النقص آية {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: ١٩] يعني تنقل الإنسان حالاً بعد حال، ومنزلاً بعد منزل، وأمرًا بعد أمر.


(١) قلت: وهذه أشمل من كل ما تقدم في هذا الموضوع ومتصلة الحلقات.

<<  <   >  >>