الحمد لله الذي يسر على الإنسان علم ما هو محتاج إليه في معاشه ومعاده أتم تيسير، وأهَّلَ من شاء لمعرفته ومعرفة أسمائه وصفاته وأسرار دينه وشرعه، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يستحق العبادة إلا هو؛ لإحسانه إلى عباده، ولجلاله وجماله وكماله.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه وإخوانه المرسلين، مذكرين بهذا الحق ومعذرين ومنذرين. اللهم صلِ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فيا عباد الله: تأملوا حِكمَ اللَّطيف الخبير أن يسر على الإنسان طرق ما هو محتاج إليه من العلم، وكلما كانت حاجته إليه من العلم أعظم كان تيسيره إياه عليه أتم فأعطاه معرفة خالقه وباريه ومبدعه سبحانه والإقرار به؛ ولهذا قالت الرسل لأممهم:{أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ}[إبراهيم: ١٠] فخاطبوهم مخاطبة من لا ينبغي أن يخطر له شك مَّا في وجود الله سبحانه، وإنما يكون الشك فيما تخفى
أدلته وتشكل براهينه، فأما من له في كل شيء محسوس أو