للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله الخالق، لا الطبيعة

تدبير الملائكة، تسبيح المخلوقات

الحمد لله الخالق البارئ المصور، لا يستحق هذه الأسماء الحسنى سواه، برأ الخليقة وأوجدها، وأبدعها على غير مثال سبق لها، وأعطى العبد التصرف في بعض صفات ما أوجده الرب وبراه، يغيرها من حال إلى حال على وجه مخصوص لا يتعداه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب كل شيء ومليكه، لا رب لشيء من الأشياء إلا هو، وهو إله كل شيء {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزّخرُف: ٨٤] {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبيَاء: ٢٢] وسبحان الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الواسطة بينه وبين خلقه في تبليغ أمره ونهيه وخبره فلا يعرفون ما يحبه ويرضاه، ويبغضه ويسخطه إلا بواسطة هذا الرسول الذي اصطفاه الله واجتباه. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه الذين يضيفون جميع الحوادث إلى مشيئة الله (١) وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد فيا عباد الله- الخلق أعظم الأفعال، فإنه لا يقدر عليه


(١) ويقولون: شاء الله، أو يشاء الله. ولا يقولون: شاءت إرادة الله؛- كما قد كثر إطلاق هذه العبارة- فإن المشيئة صفة من صفات الله ليست هي الله، بل الله بصفاته هو الذي يشاء ويريد.

<<  <   >  >>