للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النُّور: ١٩] فكيف إذا تولوا هم إشاعتها وإذاعتها. فإن عجز الشيطان عن هذه المرتبة نقله إلى المرتبة الرابع وهي «الصغائر» التي إذا اجتمعت فربما أهلكت صاحبها، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إياكم ومحقرات الذنوب، فإن مثل ذلك مثل قوم نزلوا بفلاة من الأرض فجاء كل واحد منهم بعود حطب حتى أوقدوا نارًا عظيمة فطبخوا واشتووا» أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «ولا يزال يسهل عليه أمر الصغائر حتى يستهين بها فيكون صاحب الكبيرة الخائف منها أحْسَنَ حالاً منه» . فإن أعجزه العبد عن هذه المرتبة نقله إلى «المرتبة الخامسة» وهي إشغاله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب بل عاقبتها فوت الثواب الذي اضع عليه باشتغاله بها. فإن أعجزه العبد عن هذه المرتبة وكان حافظًا لوقته شحيحًا به يعلم مقدر أنفاسه وانقطاعها وما يقابلها من النعيم والعذاب نقله إلى «المرتبة السادسة» وهو أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليزيح عنه الفضيلة، ويفوته ثواب العمل الفاضل. فإذا أعجزه العبد من هذه المراتب الست وأعين عليه سلط عليه حزبه من الإنس والجن بأنواع الأذى والتكفير والتضليل والتبديع والتحذير منه وقصد إخماله وإطفائه، ليشوش عليه قلبه، ويشغل بحربه فكره، وليمنع الناس من الانتفاع به، فحينئذ يلبس المؤمن لامة الحرب ولا يضعها عنه إلى الموت، ومتى وضعها أسر أو أصيب.

عباد الله: هذه إحدى صفات الشيطان الثلاث (الوسواس) . وقد وصفه الله بالخناس الذي إذا ذكر العبد الله انخنس وتجمع وانقبض، وإذا غفل عن ذكر الله التقم القلب وألقى إليه الوساوس التي هي مبادئ الشر كله.

<<  <   >  >>