للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه شيئًا وصارت عليه بردًا وسلامًا وعادت روضة خضراء وماءً جاريًا. وكذلك المدائن التي قلعت من أصولها كما يقلع الشجر ثم رفعت في الهواء، ثم قلبت بمن فيها فماتوا موتة رجل واحد. ورجل دعا على قومه أن لا يدع الله منهم على الأرض دَيَّارًا، فأُرسل الماءُ عليهم وأنبع الماء من تحتهم حتى علا الماء فوق شواهق الجبال علوًا عظيمًا ثم ابتلعته الأرض شيئًا فشيئًا حتى عادت يابسًا. ورجل دعا على قومه وهم أعظم الناس أجسامًا وأشهدهم قوة، فأرسلت عليهم بدعوته ريح عاصف جعلت تحملهم بين السماء والأرض ثم تدق أعناقهم. ونبيٍّ كان يأمر بعسكره فيقعد على بساط ثلاثة أميال في ثلاثة أميال (١) فيأمر الريح فترتفع به بين السماء والأرض فتحمل العسكر على متنها مسيرة شهر مقبلة ومسيرة شهر مدبرة في يوم واحد، وأنه أمر بسرير عظيم لملكة فشق الأرض وصار بين يديه في أسرع من رَدِّ الطرف.

وكذلك إيماء الرسول إلى القمر في السماء لما سأله قومه آية فانشق فلقتين وهم يشاهدونهما، ثم عاد والتئم، وقدم السفار فأخبروا برؤية ذلك عيانًا، وحُمِلَ من مكة إلى بيت المقدس ثم رفع حتى جاوز السموات السبع ثم عاد إلى فراشه في ليلته. وقبض قبضة من تراب ثم رمى بها في وجوه عسكر لا يلتقي طرفاه فلم يبق منهم أحد إلا ملئت علينه.

وكذلك وضعه يده في ماء لا يغمرها فتفجر الماء من بين أصابعه وصار كأمثال العيون حتى رَوْيَ منه عسكر عظيم جَرَّار وملئوا


(١) والميل ألف وستمائة وتسعة أمتار وأربعة وثلاثين سنتًا (٣٤/١٦٠٩) .

<<  <   >  >>