للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما يري عباده قدرته التامة على خلقه لنوع الإنسان على الأقسام الأربعة منه: ما خلق من غير أب ولا أم، وهو أبو النوع الإنساني. ومنه ما خلق من ذكر بلا أنثى وهي أمهم التي خلقت من ضلع آدم، ومنهم من خلق من أنثى بلا ذكر، وهو المسيح ابن مريم، ومنه ما خلق من ذكر وأنثى وهو سائر النوع الإنساني.

فيري عباده آياته، ويتعرف إليهم بآلائه وقدرته، وأنه إذا أراد شيئًا فإنما يقول له {كُنْ فَيَكُونُ} [الأنعَام: ٧٣] فتنوع أفعاله ومفعولاته، وفعله الشيء وضده، والشيء وخلافه: من أعظم الأدلة على ربوبيته وحكمته وعلمه.

فاتقوا الله عباد الله بفعل ما أمر وترك ما حظر. فالخالق لهذه الأشياء المتنوعة في هذا الكون العظيم هو المستحق للعبادة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢١، ٢٢] .

<<  <   >  >>