منهم: نصيب، عبد بني الحسحاس، ميسرة الأول، ميسرة الأخير، وورك، ابو عطاء، ذكوان، مورق، ذو الركبة، السابل، منتجع، فتحس، عبد بني بكر، المندلث، الحيقطان، زامل، أبو التيار، المثلم، الهزر، روح، وله قصيدة يعد فيها هؤلاء، وهم عشرون شاعراً، نذكر القصيدة، ثم نذكر هؤلاء، ثم نتبع ذلك بأبي دلامة، ودهيقين، وفائق، ولهذم، والمرقال، وعجب، وشنير، وجندل، وأبو العراف، وكوكب، ومن النساء الجواري المماليك: عنان، الذلفاء، خنساء، ملك، صرف، فضل، مخنثة، مدام، خشف، علم، ريم، سكن.
قال روح بن الطائفية، وهو عبد لخاله أنس بن أبي شيخ الكاتب، يفتخر على العرب، بمن ذكرنا من شعراء العبيد:
فخرتم علينا بالقيافةِ والشعرِ ... وبالنسبِ المحفوظِ في سالفِ الدهرِ
ففي وزرٍ، والعبدِ ميسرة الذي ... أبرَّ على همام في صفةِ القدرِ
وفي وركٍ، والعبدِ ذكوان، والذي ... أناخ على بشرٍ بقاصمةِ الظهرِ
وعبدِ بني الحسحاس، والشيخ مورقٍ ... وذي الركبةِ العوجاء، والسابل المثري
ومنتجعٍ، والحدرجان، وفلحسٍ ... وأبين خلق الله عبد بني بكرِ
وكان نصيبٌ، والمثلمُ قبلهُ ... وفي الهزرِ المنبوذِ في البلدِ القفرِ
فقد كانَ مفتوقَ اللهاةِ، وداهياً ... وأشدقَ يفري حين لا أحدٌ يفري
ترى اللفظَ إرسالاً إليهِ، وكله ... يخير مطبوع، ورايه عمرِ
دليلٌ بأنَّ الحرَّ منهم كعبدهِ ... وأنا سواءٌ في الفصاحةِ والشعرِ
ولونهمُ لونُ، وطبعُ لسانهم ... سواءٌ، كمن قدَّ الشوالَ على السطرِ
ومولاهمُ ينتافُ مثل صميمهم ... ويقضي بلا فكرٍ، ويحزمُ في الأمرِ
ويحفظُ من أنسابهم مثل حفظهم ... ويقتفي الآثارَ في السهلِ والوعرِ
وقد كان في دهرِ الأكاسرِ عالمٌ ... يحوطونَ أنسابَ الأكاسرةِ الزهرِ
ومنْ عرفَ الأسباطَ كيف انتسابهم ... تراجعَ خزياناً، وعضَّ على الصخرِ
[ذكر من سماه روح في قصيدته]
فأما نصيب: فكان عبداً لرجل من بني كنانة، من أهل ودان، هو وأهل بيته. وكان مقدماً عند الملوك، يجيد مدحهم ومراثيهم. وكان أهل البادية يدعونه نصيباً، تفخيماً له، ويروون شعره. وكان كبير النفس. وقيل: إنه كان عبداً لبني كعب بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف، وزعم الجاحظ مثل ذلك. وفي ذلك يقول:
رأتْ لأخي كعبِ بن ضمرةَ هجمةً ... ثمانينَ يعطى الضيفُ منها، وينعمُ
وقيل لنصيب: قد تعرض لك جرير، فأرسل حصته من الهجاء، فلم يفعل. ولما اجتدى الملوك وأخذ جوائزهم وتمول، تتبع من كان بينه وبينه مودة يشتريه، أو من العبيد أقاربه يبتاعه. وجعل يبتاعهم ويعتقهم. فكان ممن اشتراه ابن عم له يقال له سحيم بأغلى ما يكون من الثمن. فمر به يوماً، والنانس مجتمعون عليه، وسحيم بينهم وهو سكران يزمر ويرقص، فلما رآه نصيب ناداه: ويك يا سحيم ما هذا لعنك الله وخزاك، ويك لهذا اشتريتك وأعتقتك؟ فقال: إن كنت أعتقتني لما أحب، فهذا الذي أحب. فقال نصيب:
نسيتَ إعمالي لكَ الرواحلا
وقرعيَ الأبوابَ فيكَ سائلا
وليتني منكَ القفا والكاهلا
أخلقاً شكساً، ولوناً حائلا
فسوفَ أعدو لسحيم طائلا
إن سحيماً لم يثبني طائلا
وكان نصيب ذا عبلة ودين ومنطق، وكان لا يهجو أحداً، وكان عبداً أسود.
وسئل جرير عنه فقال: هو أشعر أهل جلده. وذكر عند الفرزدق فقال: سهام صوائب. وذكر أن نصيباً أنشد جريراً شعره، وقال: كيف ترى يا أبا حرزة؟ قال: أنت أشعر أهل جلدتك.
ومن جملة شعره:
فما ضرَّ أثوابي سوادي، وإنني ... لكالمسكِ لا يسلو عن المسكِ ذائقهْ
ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متكارهٍ ... عليكَ، ولا في صاحبٍ لا توافقهْ
إذا المرءُ لم يبذلْ من الودِّ مثلما ... بذلتُ له، فاعلمْ بأني مفارقهْ
وقيل: إن شخصاً عيره بسواد فقال:
ليسَ السوادُ بناقصي ما دامَ لي ... هذا اللسانُ، إلى فؤادٍ ثابتٍ
منْ كان تعليهِ منابتُ بيتهِ ... فبيوتُ أشعاري خلقنَ منابتي
كم بين أسودَ ناطقٍ من كلةٍ ... ماضي المقالٍ، وبين أبيضَ صامتِ
إني ليحسدني الرفيعُ ببيتهِ ... من فضل ذاكَ، وليس لي من شامتِ