الثناء والمدح والتعظيم والخضوع والرجاء وتعليق القلب به خوفاً منه ورجاء والتجاء واستغاثة ينذر له ويتقرب به ويستعان ويدعى عند الشدائد كالمدعين لله من الضلال فهم كذبة قد تشبهوا بالله ونازعوه ربوبيته وألوهيته، وما الظن والاحتمال فيمن شبه نفسه بالخلق في خصائص ألوهيته ومعاملته المؤديين إلى الإيمان وهم حقيقون بان يهانوا غاية الهوان، ويذلوا غاية الذل ويجعلوا تحت أقدام خلقه تعالى وهم الشياطين ومن المغضوب عليهم والضالين، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال:"يقول الله عز وجل العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحداً منهما عذبته ".
وإذا كان المصور الذي يصنع الصورة بيده من أشد الناس عذاباً يوم القيامة لتشبهه بالله في مجرد الصنعة فما الظن بالتشبه بالله في ربوبيته وألوهيته، وإذا كان المنازع لشرعه الحاكم بغير حكمه طاغوتاً أمرنا الله أن نكفر به، فكيف بمن نازعه ربوبيته وألوهيته وحكمه في عبادته ومعاملته، وهم مع ذلك يحتجون بالمشيئة ويدعون الولاية والحفظ والقرب من الله ومن رسوله ويفعلون الكفريات ويتركون الواجبات ويغترون بشبه استدراجات من نحو أشياء خارقة للعادات من تعظيم ملك، أو جني، أو شيطان لهم، أولئك أهل الخزي في الدنيا والآخرة ما داموا كذلك، ويجب ذمهم والتحذير منهم على كل من عرف حالهم، ولا ينظر في صورة زهد أبدوها في ظاهرهم، وقد انعقد إجماع المسلمين على المعاملة بالظواهر، فما وافق شرع نبينا قبلناه وما خالفه نبذناه، فان أهل الاستقامة سلكوا على ايجاده ولم يلتفتوا إلى شيء من الخواطر والهواجس والإلهامات حتى يقوم عليها شاهدان، شاهد من الكتاب، وشاهد من السنة، قال سهل بن حنيف رضي الله عنه: أيها الناس اتهموا الرأي على الدين فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرددته، واتهام السادات الأولياء من الصحابة رضي الله عنهم لآرائهم كثير مشهور وهم أبر الأمة للدين قلوباً وأعمقها فيه علماً وأبعدها عن الشيطان، وكانوا اتبع الأمة للسنة وأشهدهم اتهاماً لآرائهم، وهؤلاء المدعون ضد ذلك كله، ومن شروطها عدم ادعائها عن نفسه أو عن الله، قال الجنيد قال أبو سليمان الداراني ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياماً فلا أقبلها إلا بشاهدين عدلين من الكتاب والسنة، وقال أبو يزيد