أو العظم ونحوها من التمايم لدفع البلاء أو رفعه إن ذلك من شرك تعطيل المعاملة التي تجب على العبيد المتعلقة بمعنى ألوهية الخالق تعالى وتقدس، فإن الإله معناه كل مألوه في القلب برجائه فيما هو مختص بجلال الله وعظمته والالتجاء إليه كما تقدم تعريفه في بيان معاملته تعالى، وما هو مختص به من سائر الطاعات والعبادات التي من أعظمها دعاؤه ورجاؤه والتوكل عليه واعتقاد أن الخير والشر بيده لا جالب لهما ولا دافعهما ورافعهما إلاَّ هو سبحانه وتعالى قال عز من قائل:{وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ} فإذا اعتقد دفع البلاء والشر ودفعهما في لبس الحلقة والخيط وتعليق العظم والتميمة فقد أشرك في اعتقاده وعطل معاملة الله المأمور بها فوضعها في غير موضعها بجعلها لغيره، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الحامل في عضده الحلقة من الصفر عن الواهنة:"انزعها فإنها لا تزيدك إلاَّ وهناً ولو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً" رواه الإمام أحمد وغيره من حديث عمران بن حصين ونفي الفلاح في الأبد يقتضي الشرك الأكبر غير المغفور بل المخلد في النار للاعتقاد المذكور، وقول الله سبحانه وتعالى:{قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} دليل على أن كشف الضر وإمساك الرحمة عند الله خاصة لا عند غيره من سائر الخلق، الأنبياء والملائكة وتماثيلهم ولا الحلقة والخرزة والخيط والعظم، والتميمة بالأولى ولذلك قال عقبها:{قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} والمتخذون تماثيل الأنبياء والملائكة وسائل ووسائط يسمونها الآلهة يدعونها ويرجونها في الرخاء لتشفع لهم عند الله في قضاء حوائجهم وتقربهم منهم زلفى، لم يعتقدوا فيها الضر ولا كشفه ولا إمساك الرحمة عنهم كما تقدم بيان ذلك موضحاً، ولا استشفعوا بها واستقوا ودعوها راجين الشفاء والمطر وإنزاله منها كما ذكر الله ذلك عنهم في عدة آيات بينات وكما قرعهم وأنكر عليهم بالاستفهام الإنكاري حيث قال تعالى:{هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} ... {هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} لأنهم يعلمون ويعرفون أن الله وحده كاشف الضر وممسك الرحمة ومنزل الشفاء والرزق والمطر لا غيره ودعاؤها لشفاعتها ورجاؤها في ذلك وتعلق القلوب بها لتكون واسطة ووسيلة وتألهها بذلك هو معنى عبادتها وصاحب المقدمة قد فهم أن الدعاء ليس هو العبادة ولا هي معناه، لقوله إذا المراد