للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لم يكن فيه إلاَّ أنه منزل البركات من إله الكائنات تنزل عليه كل يوم مائة وعشرين رحمة تتفرق على أهل التوحيد من أهل الطاعات، ومنها توجه وجوه أهل الإسلام في جميع الصلوات من كل الجهات، وكذلك توجه إليه من المسلمين كل الأموات.

(ومنها) مضاعفة الحسنات وتجسيم السيئات.

(ومنها) أن تجبى إليه جميع الثمرات ومنها البركة التي طلب الخليل صلى الله عليه وسلم في الأقوات.

(ومنها) مقام إبراهيم وزمزم طعام طعم ولما شرب له عام.

(وفيها) يمين الله في أرضه، فإنه يأتي يوم القيامة وله شفتان ولسان شاهد لمن استلمه وقبله مؤمناً بالله غير مشرك به ومصدقاً بجميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم متبعاً لشرعه وهديه مخالفاً ومعادياً لضده، فشهادته لأهل التوحيد بأعمالهم الصالحة هي حقيقة نفعه التي أخبر بها علي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حيث صح وثبت جواب علي لعمر وإلا فهذه الزيادة بعض العلماء على عدم ثبوتها، إنما الثابت صدر الحديث كما رواه البخاري من طريقين:

الأول: عن عباس بن ربيعة عن عمر أنه جاء إلى الحجر فقبله وقال إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك.

الثاني: عن زيد بن أسلم عن أبيه قال رأيت عمر بن الحطاب يقبل الحجر وقال لولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك. وقول صاحب المقدمة أجابه عثمان بن عفان وهم، إنما المجيب علي بن أبي طالب كما ذكره المثبتون لهذه الزيادة في آخر الحديث في بعض السير، فأما شهادة الحجر لأهل التوحيد فهي ثابتة كما روى عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل الحجر ووضع شفتيه عليه يبكي طويلاً ثم التفت فإذا عمر بن الخطاب فقال: "يا عمر هاهنا تسكب العبرات" رواه ابن ماجه وروى مسلم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم استلم الحجر بيده وقبلها فتقبيله واستلامه والبكاء عنده لا يخلو ذلك من حكمة لو لم يكن منها لا أنه يمين الله في أرضه وشهادته لأهل التوحيد توحيده بأعمالهم وذلك لا يقتضي اعتقاد النفع أو الضر فيه بطبعه ولا بقوته فلا يدعى ولا يرجى ولا يتوكل عليه لفضله وشهادته وشفاعته ليستا

<<  <   >  >>