صلى الله عليه وسلم:"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" وفيه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان في عون أخيه ... الحديث" وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يثلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" وخرج الطبراني من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نفس عن مؤمن كربة من كربه نفس الله عنه كربة يوم القيامة ومن ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربته" وخرج الإمام أحمد من حديث مسلمة عن مخلد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة ومن نجى مكروباً فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" فقوله صلى الله عليه وسلم: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" هذا يرجع إلى أن الجزاء من جنس العمل وقد تكثرت النصوص من هذا المعنى كقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما رحم الله من عباده الرحماء" وقوله: "ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" والكربة هي الشدة العظيمة التي توقع صاحبها في الكرب، وتنفيسها أن يخفف عنه منها مأخوذ من تنفس الخناق كأنه يرخي له الخناق حتى يأخذ نفساً، والتفريج أعظم من ذلك، وهو أن نزيل عنه الكربة فتنفرج عنه كربته ويزول همه وغمه، فجزاء التنفس التنفس وجزاء التفريج التفريج، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما وقد جمع بينهما في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعيادة المريض، وإتباع الجنازة، وإجابة الدعوة وتشميت العاطس" متفق عليه، والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً ولا ننكر ثبوت حق المسلمين بعضهم على بعض ولا مناداة بعضهم بعضاً فيما يقدر عليه الخلق من سائر أمورهم الجارية بينهم وإنما قولنا وإرادتنا في عبادة الله وحده التي ليس لخلقه منها شيء البتة، وذلك يوجب