للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منه حسن عمله إلاَّ الله والله أعلم به، وقد انعقد إجماع أهل السنة على عدم الجزم لأحد بعينه بجنة أو نار إلاَّ من نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، حتى الكلم في سبيل الله المفضي إلى الشهادة التي أثنى الله عليها في كتابه أسند النبي صلى الله عليه وسلم علمه إلى الله كما في المتفق عليه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلاَّ جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك" اعلاماً منه صلى الله عليه وسلم بأن علم حقائق أعمال العباد وصلاحهم بصلاح نياتهم وأعمالهم، وعلم ذلك عند الله سبحانه وتعالى ومع المعاملة بالظاهر فلا جزم ويتوقى كل كلام معلول مخالف.

(ومنها) تعليقه توحيد أهل الملة الحنيفية الذي قال الله فيهم: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} وقال عنهم نبيهم صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله " على وجود توحيد هذا الرجل الواحد الذي الله أعلم به وبحقيقة أمره وإثباته شركهم بشركه.

(ومنها) نفيه التوحيد عن جميع من على وجه الأرض وتكفيرهم وإثبات شركهم بوجود شرك رجل واحد ليس عند الأمة نص فيه، في قوله بل إن كان صاحب بردة المديح مشركاً فليس على وجه الأرض موحد فبكلامه عرف قدره وعلم أنه قد تعدى طوره.

(ومنها) تعليقه مستحيلاً وجوده وهو نفي التوحيد عن جميع الأمة وإثبات شركهم على ممكن وهو وجود شرك رجل واحد ليس عند الأمة من حقيقة أمره نص إذ الرجل الواحد الذي ليس فيه نص قد وقد، وأما الأمة فلاناً بالنص القطعي.

(ومنها) إثباته الإيهام في تلك المقالة وأنها تحتاج إلى محمل حسن يليق بها وبقائلها، والمقرر عند الأمة المحفوظ عنها أن الكلام الموهم إذا لم بكن من كلام الله ورسوله المشابه لا تجوز قرابته ولا النظر إليه بحلاف كلام الله ورسوله فيجب الإيمان

<<  <   >  >>