{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}[الإنسان: ٦] يعني الأبرار دون الفجار، فإذا اجتمعوا في اسم الإنسان، واسم العباد، فالمعنى في قوله الله جل ثناؤه:{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}[الإنسان: ٦] يعني الأبرار دون الفجار، لقوله إذا انفرد الأبرار:{إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}[الانفطار: ١٣] .
وإذا انفرد الفجار:{وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}[الانفطار: ١٤] .
وقوله:{إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}[الحج: ٦٥] فالمؤمن أولى به وإن اجتمعا في اسم الناس، لأن المؤمن إذا انفرد أعطى المدحة لقوله:{إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}[الحج: ٦٥] . {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}[الأحزاب: ٤٣] .
وإذا انفرد الكفار جرى عليهم الذم في قوله:{أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}[هود: ١٨] ، وقال:{أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}[المائدة: ٥] . فهؤلاء لا يدخلون في الرحمة.
فاجتمع الكافر والمؤمن في اسم العبد، والكافر أولى بالبغي من المؤمنين؛ لأن المؤمنين انفردوا ومدحوا فيما بسط لهم من الرزق، وهو وقوله:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا}[الفرقان: ٦٧] .