فيقال لهذا المعارض: أو يحتاج في هذا إلى تفسير ومخرج؟ قد عقل تفسيره عامة من آمن بالله: أنه إذا أراد شيئًا قال له: {كن فيكون} ومتى لا يقول له: كن لا يكون. فإذا قال: "كن" كان، فهذا المخرج من أنه كان بإرادته وبكلمته، لا أنه نفس الكلمة التي خرجت منه، ولكن بالكلمة كان، فالكلمة من الله "كن" غير مخلوقة، والكائن بها مخلوق. وقول الله في عيسى: {روح الله وكلمته} فبين الروح والكلمة فرق في المعنى، لأن الروح الذي نفخ فيها مخلوق امتزج بخلقه، والكلمة من الله غير مخلوقة لم تمتزج بعيسى، ولكن كان بها، وإن كره لأنها من الله أمر، فعلى هذا التأويل قلنا، لا على ما ادعيت علينا من الكذب والأباطيل.