للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لشيء لم يكن فيه، ورأى الجبل شيئًا لم يكن رآه قبل ذلك١.

وقلنا للجهم: فالله نور؟ فقال: هو نور كله، فقلنا: فالله قال: {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: ٦٩] .

فقد أخبر الله -جل ثناؤه- أن له نورًا.

فقلنا: أخبرونا حين زعمتم أن الله في كل مكان وهو نور، فلِمَ لا يضيء البيت المظلم من النور الذي هو فيه إن زعمتم أن الله في كل مكان؟

وما بال السراج إن أدخل البيت يضيء؟ ٢.

فعند ذلك تبين للناس كذبهم على الله تعالى.

فرحم الله من عقل عن الله ورجع عن القول الذي يخالف الكتاب والسنة. وقال بقول العلماء. وهو قول المهاجرين والأنصار، وترك دين الشيطان، ودين جهم وشيعته٣.


١ قال ابن بطة في كتاب "الإبانة" "١٣٩/٣، ١٤٠":
وزعم الجهمي أن الله لا يخلو منه مكان، وقد أكذبه الله تعالى، ألم تسمع إلى قوله: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: ١٤٣] فيقال للجهمي: أرأيت الجبل حين تجلى له؟ وكيف تجلى للجبل وهو في الجبل؟!
٢ قال ابن بطة في كتاب "الإبانة" "١٤٠/٣":
وقال الله تعالى: {وأشرقت الأرض بنور ربها} [الزمر: ٦٩] فيقال للجهمي: هل الله نور؟ فيقول: هو نور كله. قيل له: فالله في كل مكان؟ قال: نعم. قلنا: فما بال البيت المظلم لا يضيء من النور الذي هو فيه، ونحن نرى سراجًا فيه فتيلة يدخل البيت المظلم فيضيء، فما بال الموضع المظلم يحل الله تعالى فيه بزعمكم فلا يضيء.
فعندها يتبين لك كذب الجهمي وعظيم فريته على ربه.
٣ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "بيان تلبيس الجهمية" "٥٩٢/١": =

<<  <   >  >>