قال: فقال لي شعيب: قال الله: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}[الزخرف: ٣] أفليس كل مجعول مخلوقًا؟
قلت: فقد قال الله: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا}[الأنبياء: ٥٨] أفخلقهم؟ {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}[الفيل: ٥] أفخلقهم؟ أفكل مجعول مخلوق؟ كيف يكون مخلوقًا وقد كان قبل أن يخلق الجعل؟ قال فأمسك".
وأخبرني أبو عمرو -عثمان بن عمر- قال: حدثنا أبو بكر -أحمد بن محمد بن هارون- قال: أخبرني علي بن أحمد -أبو غالب- قال: حدثني محمد بن يوسف المروزي -المعروف بابن سرية- قال: "دخلت على أبي عبد الله والجبائر على ظهره، قال لي يا أبا جعفر! أشاط القوم بدمي؛ فقالوا له -يعني: المعتصم-: يا أمير المؤمنين! سله عن القرآن، أشيء هو أو غير شيء؟
قال: فقال لي المعتصم: يا أحمد! أجبهم.
قال: فقلت له يا أمير المؤمنين! إن هؤلاء لا علم لهم بالقرآن، ولا بالناسخ والمنسوخ، ولا بالعام والخاص، قد قال الله -عز وجل- في قصة موسى:{وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}[الأعراف: ١٤٥] فما كتب له القرآن.
وقال في قصة سبأ:{وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}[النمل: ٢٣]
١ في الإبانة "٢٥٧/٢": "عمر" والصواب المثبت وقد تقدم.