العبودية وأغلال الاستبداد، وبين تلك الحياة القائمة التي كانت تعيشها نجد سياسياً ودينياً، ومض في ألأفق بريق في الأمل، وأراد الله تعالى أن يزيح الغمة ويعيد للأمة صفاء عقيدتها، ويخلصها من أوضار الشرك والجهالة، ويبدد غيوم اليأس والقنوط فارتفع صوت يردد كلمة التوحيد التي بعث بها الرسل "لا إله إلا الله" بروح الإيمان الصادق، ويحيي في النفوس العقيدة الخالصة، ويمسح عنها أدران الوثنية والجاهلية، ويدعوها إلى نبذ البدع والخرافات ويستقي لها من نبع الإسلام الصافي ومورده العذب في القرآن والسنة، وما كان عليه سلف هذه الأمة، كان هذا الصواب صوت الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي الذي تجاوبت أصداؤه في ربوع نجد، وفي جزيرة العرب وفي ديار الإسلام كافة، ووجد ما يدعمه من قوة السلطان في الأمير محمد بن سعود، فكان ذلك إيذاناً بفجر جديد ينشر ضوءه في جوانب العالم الإسلاميّ، إعلاء لكلمة الله وتمكيناً لشريعة الإسلام.