قال في كتابه "المذاهب الإسلامية": ظهرت الوهابية في الصحراء العربية نتيجة للإفراط في تقديس الأشخاص والتبرك بهم وطلب القربى من الله بزيارتهم ونتيجة لكثرة البدع التي ليست من الدين وقد سادت هذه البدع في المواسم الدينية والأعمال الدنيوية. فجاءت الوهابية لمقاومة كل هذا وأحيت مذهب ابن تيمية. ومُنشئ الوهابية درس مؤلفات ابن تيمية فراقت في نظره وتعمق فيها وأخرجها من حيز النظر إلى حيز العمل، وإنهم في الحقيقة لم يزيدوا بالنسبة للعقائد شيئاً عما جاء به ابن تيمية، لأنها لم تشتهر في عهده، ويتلخص ذلك فيما يأتي: أن الوهابية لم تقتصر على الدعوة المجردة بل عمدت إلى حمل السيف لمحاربة المخالفين لهم باعتبار أنهم يحاربون البدع وهي منكر تجب محاربته، إنها كانت كلما مكن لها من قرية أو مدينة أتت على الأضرحة هدماً وتخريباً حتى لقد أطلق بعض الكتاب الأوربيين على الوهابيين وصف:"هدامي المعابد" ولعل ذلك الوصف فيه بعض المبالغة. لأن الأضرحة ليست معابد، ولكن يظهر أنهم كانوا يهدمون المسجد ١ مع الضريح أخذاً من الخبر الذي استنكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عمل بني إسرائيل إذ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.
١ هذا افتراض من الكاتب فالهدم يكون للقبر إذا اعتدى على المسجد.