للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عبد الكريم الخطيب]

قال في كتابه: "محمد بن عبد الوهاب. العقل الحرّ والقلب السليم": أن الدم الذي أريق في سبيل الدعوة الوهابية دم عزيز على الإسلام والمسلمين، غير أن الحروب الوهابية قد كان جانب الربح فيها أكثر من الخسارة، فيما عاد على الإسلام والمسلمين بسببها من خير كثير لقد أيقظت هذه الحروب مشاعر الأمة الإسلامية التي كانت قد خمدت، وفتحت منها العيون التي عاشت زمناً طويلاً في وطأة نوم ثقيل كانت الحروب كانت الخروب الوهابية معركة رأي فما قاتل أصحابها وما قتلوا إلا دفاعاً عن رأيهم الذي لم يحتمله العالم الإسلاميّ يومئذ فرماهم بالكفر والمروق من الدين ولقد برئت الدعوة الوهابية من أن يختلط بها هوىً أو يطيف بها زيفٌ أو نحوه. إنها دعوة باسم الدين وللدين، وما كان صاحبها ولا كان مناصروه يطمعون في شيء أكثر من تحرير العقل الإسلاميّ، وتنقية العقيدة الإسلامية من شوائب الشرك والضلال، الكلمة الطيبة كلمة مباركة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، لأنها كلمة الحقّ، والحق في ظل الله يباركه وينصره، ودعوة محمد بن عبد الوهاب من الكلم الطيب لأنها تستند إلى الحق وتدعوا له وتعمل في سبيله لهذا كانت دعوةً مباركةً وفيرة الثمر كثيرة الخير لقد قام صاحبها يدعوا إلى الله، لا يبغي بهذا جاهاً، ولا يطلب سلطاناً. وإنما يضيء للناس معالم الطريق، ويكشف لهم المعاثر والمزالق التي أقامها الشيطان وأعوان الشيطان، إلى أن قال: والذي لا شكّ فيه أن الدعوة الوهابية كانت أشبه بالقذيفة الصارخة تنفجر في جوف الليل والناس نيام، وكانت صوتاً راعداً أيقظ المجتمع الإسلامي كله، وأزعج طائر النوم المحموم على أوطانهم منذ أمد بعيد.

<<  <   >  >>