زعم بعض الخرافيين والمبتدعين أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وأجزل ثوابه، يفتري على الغزالي وابن الفارض وأمثالهما، وهمم ممن يعتقدون فيهم الولاية، فما كان من حسين إلا المسارعة لتبرئة أبيه من القول فيما ليس له به علم فذكر السؤال الذي تقدم به المعترضون مع جواب الشيخ، وكل ذلك مقرون بالأدلة والأدب الرفيع.
وفيما يلي نذكر هذا الحوار، قال هؤلاء المعترضون:
أن الإمام الغزالي من أئمة السنة ومن أكابر المصنفين، وصنف "إحياء علوم الدين" فهل تنقمون على هذا الكتاب شيئا مخالفاً لما جاء به الكتاب؟ فأجاب والدنا الشيخ محمد بن عبد الوهاب أجزل الله ثوابه:" أبو حامد رحمه الله تعالى كما قال فيه بعض أئمة الإسلام: نجده مع ماله من العلم والفقه ... وغير ذلك يذكر في كتاب الأربعين ونحوه ككتاب "المظنون به على غير أهله" فإذا طالعت هذا الكتاب وجدته: قول الصابئة المتفلسفة بعينه، وقد غيرت عباراته إلى أن قال، فإن أبا حامد: كثيراً ما يحيل على ذلك النور الإلهي وعلى ما يعتقد أنه يوجد للصوفية والعباد برياضتهم وديانتهم من إدراك الحقائق وكشفها لهم حتى يزنوا بذلك ما ورد به الشرع، وسبب ذلك أنه قد علم بذكائه وصدق طلبه ما في طريقة المتكلمين والمتفلسفة من الاضطراب –إلى أن قال- ولهذا كان كثير الذم لهذه الحوائل، وإنما ذلك لعلمه الذي سلكه والذي حجب به عن حقيقة المتابعة للرسالة، وليس هو بعلم، قال أبو يوسف: من طلب العلم بالكلام تزندق، ولهذا صار طائفة ممن يرى فضيلته وديانته يدفعون وجود هذه الكتب عنه، وأما أهل الخبرة به وبحاله فيعلمون أن هذا كله كلامه لعلمهم بمراد كلامه