قال في هذا الظلام الدامس والليل الحالك الذي أحاط بالأمة الإسلامية من جميع جوانبها، حيث ساد التفكك والانهيار وانتشرت الضلالة والبدع والخرافات وسادت الشعوذة وانحدر المسلمون في المتاهات، وبزغ على الأمة الإسلامية فجر يوم جديد يتمثل في ظهور دعوة الوحيد والعودة بالإسلام إلى نبعيه الخالدين لكي يستكمل التشييد الإسلامي وتنطلق الأمة الإسلامية في ركب الحضارة من جديد، وذلك لأنه في هذا الجو الذي تكاثفت فيه الظلمات ساد جو من التعصب وأغرق الناس في الجهل والإيمان بالخرافات واعتقاداً بالقبور وبالموتى ومزارات المشايخ والأولياء، وسيطرت على عقليات الناس بعض السخافات وظهر التخلف على كل شبر من الأرض الإسلامية.
ومن قلب كل هذه الأمور والظلمات ولد محمد بن عبد الوهاب ...
ثم قال تحت عنوان "أثر دعوة الشيخ": لقد كان لهذه الدعوة الإسلامية التصحيحية أثرها البعيد المدى والواسع النطاق في العالم الإسلامي حيث تركت دعوة التوحيد والإيمان التي ناصرها رجال الشيخ من الموحدين آثارها الطيبة على جميع أنحاء العالم الإسلامي فقد تركت أثرها في كل الحركات الإسلامية التي ظهرت على أثرها في شتى أنحاء العالم الإسلامي في المغرب والعراق وبلغت الشرق الأقصى في الفلبين والملايو وأندونيسيا والهند.