تصدى للطعن في الشيخ محمد بن عبد الوهاب والرد عليه أفراد من أهل الأمصار المختلفة، وكان أشهر هؤلاء الطاعنين، مفتي مكة سنة ١٣٠٤ ألف رسالة في ذلك تدور جميع مسائلها على قطبين اثنين: قطب الكذب والافتراء على الشيخ، وقطب الجهل بتخطئته فيما هو مصيب فيه. أنشئت أول مطبعة في مكة المكرمة في زمن هذا الرجل، فطبع رسالته وغيرها من مصنفاته فيها وكانت توزع بمساعدة أمراء مكة ورجال الدولة على حجاج الآفاق، فعمّ نشرها، وتناقل الناس مفترياته في كل قطر، وصدقها العوام وكثير من الخواص، كما اتّخذ المبتدعة والخرافيون رواياته ونقوله الواهية والمنكرة والموضوعة وتحريفاته للروايات الصحيحة، حججاً يعتمدون عليها في الرد على دعاة السنة المصلحين، وقد فنيت نسخ رسالته تلك، ولم يبق منها شيء بين الأيدي، ولكن الألسن والأقلام لا تزال تتناقل كل ما فيها من غير عزو إليها، ودأب البشر العناية بنقل ما يوافق أهواءهم، فكيف إذا وافقت هوى ملوكهم وحكامهم؟!