للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرى بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من التوحيد والهدى، وكفّر من أنكر البعث، واستراب فيه من أهل الجهل والجفاء.

وأمر بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وترك المنكرات والمسكرات ونهى عن الابتداع في الدين، وأمر بمتابعة السلف الماضين في الأصول والفروع من مسائل الدين، حتى ظهر دين الله واستعلن واستبان بدعوته منهاج الشريعة والسنن، وقام قائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحدت الحدود الشرعية وعزرت التعازير الدينية، وانتصب علم الجهاد وقاتل لإعلاء كلمة الله أهل الشرك والفساد، حتى سارت دعوته، وثبت نصحه لله ولكتابه، ولرسوله ولعامّة المسلمين ولأئمتهم.

وجمع الله به القلوب بعد شتاتها، وتألفت بعد عداوتها، وصاروا –بنعمة الله- إخواناً.

فأعطاهم الله بذلك من النّصر والعزّ والظهور، ما لا يعرف مثله بسكان تلك الفيافي والصخور، وفتح عليهم الأحساء والقطيف، وقهروا سائر العرب من عمان إلى عقبة مصر، ومن اليمن إلى العراق والشام، دانت لهم عربها فأصبحت نجد تضرب إليها أكباد الإبل في طلب الدين والدنيا، وتفتخر بما نالها من العز والنصر والإقبال والسنا.

قلت في منظومتي اللآلي السنية بعد الثناء على الشيخ ابن تيمية، وعلى الشيخ ابن القيم رحمهما الله.

وعلى الشيخ الجليل المعتبر ... ذلك الحبر الإمام المرتضى

من بشرع الله كان أظهرا ... أيد الحق الذي قد غمرا

صاحب الدعوة في نجدهم ... مظهر الحق الذي قد أنكرا

عمّ ذاك الشرك كلّ نجدهم ... ضم الامصار الكبار والقرى

<<  <   >  >>