قال في كتابه "المجددون في الإسلام": هو الشيخ محمد بن عبد والوهاب، ثم ذكر ولادته ونشأته ورحلاته لتحصيل العلوم ثمّ قال:
وقد رجع إلى بلده بعد هذه الرحلة العلمية الطويلة، وقد تهيّأ له مالم يتهيّأ لغيره من علماء نجد، فكان أوسع منهم علماً، وأعرف العلماء السابقين الذين كانت لهم جولة في الإصلاح، ولم يقع في ذلك الجمود والركود الذي وقع فيه علماء عصره حتى ألفوا فيه من البدع وأخذوها على أنّها أصول الدين وأركانه. فلما عاد الشيخ إلى بلده، ولم يرض بما رضي به علماء نجد، من السكوت على تلك البدع، وأراد أن يعيد محاربتها عهد أسلافه من العلماء، ولا سيما الشيخ الإمام ابن تيمية رحمه الله.
وكان قد درس كتبه ورسائله الإصلاحية فيما درسه في نشأته. وأخذ يدعو إلى مثل ما دعا إليه ابن تيمية قبله، من التوحيد بالعبادة لله وحد، وإنكار التوجه إلى أصحاب القباب والقبور، وإنكار الاستغاثة والتوسل بالأولياء والأنبياء إلى الله تعالى في قضاء الحاجات.
وقد بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته في بلده بلين ورفق ثم أخذ يرسل بها إلى أمراء الحجاز وغيره من الأقطار.
ولما رأى أهل بلده مثابرته على دعوته قاموا باضطهاده، فتركهم إلى بلدة