قال في كتابه"مشاهداتي في جزيرة العرب" بعد أن وصف ما كان في جزيرة العرب من جهالة قبل ظهور الدعوة ما يلي " في وسط هذا الجو ولد محمد بن عبد الوهاب. وكان أبوه الشيخ عبد الوهاب قاضي بلدة العيينة، وكان شيخاً عالماً جليلاً. فقرأ على أبيه الفقه. وسرعان ما ظهرت عليه علائم النجابة. وبدأ يدرك على الفور ما تردت به البادية من همجية وردة عن دين الإسلام وبدأت تجيش نفسه بما تجيش به نفس كل مصلح من عزم على تغيير هذه الحال. فلما بلغ من العمر عشرين ربيعاً. بدأ يستخدم فصاحته وعلمه في مناقشة أنداده وأضرابه. بل ومن هم أكبر منه سنة في فساد الحال فلم يجد منهم أذناً صاغية وبعد أن ذكر سفر الشيخ إلى الحجاز والبصرة ورجوعه ثانية إلى نجد. واستقراره في الدرعية واتفاقه مع محمد بن سعود ختم هذا البحث بقوله: تلك هي قصة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما بدأت والتي لم تكتمل حتى الآن. فلا يزال أحفاد محمد بن سعود. وأحفاد الشيخ محمد. يحملون لواء التوحيد. وينافحون عنه. وإذا كان العالم الإسلامي كله اليوم تحت تأثير النور والعرفان. قد بدأ يدرك بفطرته هذا الذي دعا إليه محمد بن عبد الوهاب ويتعشقه فسيظلّ التاريخ يسجل لآل سعود الذين كانوا أول من نصره واستجاب له.