للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عمر ولحديثه الأول عند أبي نعيم شاهد من حديث ابن عباس ساق لفظه الهيثمي وقال: "رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات" وروى بعضه الخطيب في تاريخه"١: ٢٤ و ٢٥". ومن طريقه ابن عساكر من حديث معاذ بن جبل.

فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من "نجد" في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم، وإنما هو العراق وبذلك فسره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني، وتجد كلامهما في ذلك في "شرح كتاب الفتن الكبر" من صحيح البخاري للحافظ. وقد تحقق ما أبنأ به عليه السلام فإن كثيراً من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق، كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية، وبين علي والخوارج، وبين علي وعائشة، وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ، فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم وأعلام نبوته١. ومن ذلك تعلم أن الأستاذ صلاح الدين المنجد أخطأ في حشر هذا الحديث في الأحاديث الموضوعة في المقدمة.


١ ومما سبق ندرك مبلغ الحقد الدفين والبغض الحقير والافتراء الأثيم الذي يكنه جماعة السوء لهذا الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وأجزل ثوابه الذي أخرج الناس من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد الخالص، وقد اعتبروا ذلك من الفتن، ونسجوا حوله الأكاذيب والإشاعات المغرضة، ليصرفوا الناس عن هذه الدعوة. "وفي كلام بعض العلماء ما يبين حال كثير من هذه الأمة قبل الدعوة من الشرك القبيح، فمن ذلك قول عالم صنعاء الأمير محمد بن إسماعيل رحمه الله تعالى عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب جزاه سبحانه عن المسلمين خير الجزاء:
وقد جاءت الأخبار عنه بأنّه ... يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
وينشر جهراً ما طوى كلّ جاهل ... ومبتدع منه، فوافق ما عندي
ويعمر أركان الشريعة هادماً ... مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
أعادوا بها معنى سواع مثله ... يغوث وود، بئس ذلك من ود
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها ... كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
وكم عقروا في سوحها من عقيرة ... أهلت لغير الله جهراً على عمد
وكم طائف حول القبور مقبّلٌ ... ومستلم الأركان منهن باليد.

<<  <   >  >>