للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أعاد. قال الرجل: وفي عراقنا. فسكت. ثم قال: "اللهم بارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في مدنا وصاعنا، اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم اجعل مع البركة بركة والذي نفسي بيده ما من المدينة من شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها...." وذكر الحديث١.

قلت: حديث صحيح، وإن كنت لم أقف عليه بهذا التمام فيما عندي من كتب السنة، وإنما وقفت عليه مفرقاًُ من حديث ابن عمر دون قوله في آخره "اللهم اجعل مع البركة بركة ... " فإنما هو من حديث أبي سعيد الخدري في حديث له أخرجه مسلم "٤: ١١٧" لكنه قال: "بركتين".

وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو نعيم "٦: ١٣٣" وابن عساكر إلى قوله "وفي العراق" وزاد: فاعرض عنه فقال: "فيها الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان". وإسناده صحيح. ورواه الطبراني في الكبير من طريق أخرى عن ابن عمر وسنده صحيح أيضاً. وقد أورده في المجمع "٣: ٣٠٥" وقال: "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات". وأخرجه أحمد "٢: ١٤٣" ومختصراً بلفظ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشير بيده يؤم العراق ها إن الفتنة هاهنا، ثلاث مرات من حين يطلع قرن الشيطان. وإسناده صحيح على شرط مسلم وقد أخرجه في صحيحه "٨: ١٨١" نحوه. وفي رواية له من وجه آخر عن سالم بن عبد الله قال: يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم الكبيرة؟! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: فذكره. وأخرجه البخاري ومسلم أيضاً من وجه آخر عن سالم به مرفوعاً وأخرجه البخاري "١٣: ٣٨ – بشرح العسقلاني"، وأحمد "٢: ١١٨"، وابن عساكر من طريق نافع عن ابن عمر موقوفاً "اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك لنا في يمننا. قالوا: وفي نجدنا؟ قال: هناك الزلازل" الحديث. وأخرجه الترمذي وصححه وعزاه المنذري في "الترغيب" "٤: ٦١" للترمذي وحده، فوهم. وله عند أحمد "٢: ١٢٦" طريق أخرى عن


١ زاد ابن عساكر "قال رجل والعراق يا رسول الله؟ قال من ثم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن".

<<  <   >  >>