للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصلي في محيطه الضيق. ثم ذكر التجاءه إلى محمد بن سعود! وهناك لقي محمد حفاوة وترحيباً حتى إذا انقضت فترة قصيرة، واكتسبت تعاليمه أنصاراً ومريدين ولقد شجب تقديس الرسول والأولياء على اختلاف صوره. وكان ذاك قد شاع بين المسلمين منذ قرون، تقليداً للنصرانية وبعض الطقوس الدينية الأكثر بدائية، رامياً بالشرك أولئك الذين يشاركون في هذا التقديس١ وحرم أيما تزيين أو زخرفة للمساجد والأضرحة غير مبيح لهم الزيارات المحدثة٢التي أحدثها لأمور لا تخفى، كما فعلت الأمم السالفة، ولم يكن مبتكراً ولا مبتدعاً للمبادئ التي دعا الناس إليها، بل كان تابعاً للرسول.


١ قال الأخ الكريم سماحة الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز: "هذا فيه إجمال والمراد أنه منع صرف العبادة للرسول صلى الله عليه وسلم والأولياء وطلبهم المدد ونحو ذلك مما يسميه العامة تقديساً للرسول صلى الله عليه وسلم والأولياء. لأنه والأولياء لا يرضون بذلك ومن ظن أنهم يرضون بذلك فقد تنقصهم وأساء بهم الظنّ وإنما تقديس الرسول صلى الله عليه وسلم باتباعه وتعظيم شرعه ومحبته المحبة الصادقة فوق محبة النفس والأهل والمال والناس أجمعين، من غير غلو فيه يصرف حق الله له، وهكذا تقديس الأولياء يكون بمحبتهم واتباع سبيلهم القيم والترحم عليهم لا بالغلو فيهم وعبادتهم مع الله سبحانه والله ولي التوفيق.
٢ إن التحليل والتحريم من حق الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والشيخ رحمه الله كان متبعاً في ذلك، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن زخرفة المساجد في الحديث الصحيح كما نهى عن البناء على القبور "م. م"

<<  <   >  >>