للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عبادة البشر من دون الله]

ومن بين هذه المناهج المنحرفة التي وقعت في تصور فاضح لحقيقة الألوهية من عبد البشر من دون الله جل وعلا، فلقد عبد اليهود عزيراً: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة:٣٠] ولقد عبدت النصارى عيسى بن مريم: {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة:٣٠] .

ورحم الله ابن القيم إذ يقول:

أعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه

إذا مات الإله بصنع قوم أماتوه فهل هذا إله

ويا عجباً لقبر ضم رباً وأعجب منه بطن قد حواه

أقام هناك تسعاً من شهور لدى الظلمات من حيض غداه

وشق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدي فاه

ويأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازمه فهل هذا إله

تعالى الله عن إفك النصارى سيسأل كلهم عما افتراه

أإله مع الله؟! لا إله إلا الله.

تصور فاضح أن يُعبد عبد يأكل ويشرب ويقضي حاجته، ويحمل البصاق في فمه، ويحمل العرق تحت إبطيه، ويحمل القذر في مثانته وأمعائه، أن يعبد هذا من دون الله جل وعلا! كما قال فرعون، وكما يقول الفراعنة في كل زمان ومكان: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص:٣٨] فعبدوه من دون الله جل وعلا.

ومن بين هذه المناهج من عبد العلم ومنها من عبد العقل، ومنها ومنها ومنها إلى آخر هذا الركام الهائل من هذه الآلهة المكذوبة المدعاة التي عبدت اليوم في الأرض من دون الله جل وعلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>