للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المصادر التي يجب على الأمة الرجوع إليها]

إن المصادر التي يجب على الأمة الآن أن تستقي منها منهجها التربوي الأصيل هي: أولاً: القرآن الكريم.

فالقرآن هو كتاب التربية الأول، ومصدر ومعين التربية الذي لا ينضب ولا ينتهي ولا يجف، ووجب على الأمة أن ترجع إلى كتاب تربيتها الأول، وإلى مصدر تربيتها الأول، إلى كتاب ربها جل وعلا وإلى سنة نبيها صلى الله عليه وآله وسلم، وللقرآن الكريم أسلوبه التربوي الفذ الفريد، الذي يخاطب أعماق الوجدان، ويحرك العواطف السليمة، ويخاطب القلوب الحية والعقول النيرة، ومن ثم لم يتنزل القرآن دفعة واحدة، بل نزل القرآن منجماً مفرقاً حسب الحوادث والأحداث؛ ليربي الصحابة وليربي الجيل على هذه التربية وعلى أسس هذا المنهج التربوي حسب الحاجات ووفق المتغيرات.

أما المصدر الثاني فهو السنة، وقلنا: إن الذي يريد أن يفصل السنة عن القرآن مضيع للقرآن والسنة معاً، وقد جمع النبي بين هذين الوحيين في حديثه الذي رواه الحاكم في المستدرك وصححه الشيخ الألباني أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (تركت فيكم شيئين إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض) .

وفي الحديث الذي رواه ابن حبان وابن ماجة وصححه الشيخ الألباني من حديث المقداد بن معد يكرب أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه.

ألا إن ما حرم رسول الله كما حرم الله عز وجل) .

فالسنة هي المصدر الثاني من مصادر التربية، ولا يجوز على الإطلاق أن نقتصر على القرآن دون السنة أبداً؛ فإن السنة هي البيان التوضيحي والعملي لقرآن ربنا جل وعلا، بل إن شخصية الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم بمفردها منهج تربوي متكامل.

أما المصدر الثالث فهو منهج السلف.

منهج سلف الأمة؛ لأن المنهج السلفي هو الذي يمثل التطبيق العلمي للقرآن والسنة، وأكتفي بقول عبد الله بن مسعود: (من كان مستناً فليستن بمن قد مات؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة) .

هذه هي مصادر التربية أيها الأحباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>