إليه وقد اجتمع النَّاسُ في الحِجْر، فقلت له فِيمَا بيني وبينَهُ: أشَعُرْتَ أنِّي قد صَبَوْتُ؟ قَالَ: فقالَ: أَفَعَلْتَ؟ قال: قلتُ: نعم، قَالَ: فنادَى بأعلى صوتِهِ: ألا إنَّ عُمرَ قد صَبَأ، قال: فثار إليَّ أولئك النَّاسُ، فما زَالوا يضرِبُوني وأضربهُم حَتَّى أتى خَالي، فقيلَ لَهُ: إن عُمرَ قد صَبَأَ، فَقَامَ عَلَى الحِجْر فَنادَى بأعلى صوتِهِ: ألَا إِنَّي قد أجرتُ ابنَ أختي، فلَا يمسُّهُ أحدٌ، قَالَ فانكشفوا عَنِّي، فكُنتُ لا أشاء أن أَرَى أحدًا من المسلمينَ يُضربُ إِلَّا رأيتُه، فقلتُ: ما هذَا بشيءٍ، إن النَّاسَ يُضرَبُونَ وأنا لا أُضربُ، ولا يقالُ لي شيءٌ، فلما جَلَس النَّاسُ في الحِجر جئتُ إلى خَالي، فقلتُ: اسمع جوارك عليك ردٌّ (١)، قَالَ: لا تفعل (٢)، فأبيْتُ، فما زلتُ أُضربُ وأَضرِبُ حَتَّى أظهرَ اللَّهُ الإسلامَ.
قال: لا نعلمُ أحدًا رَوَاه بهذا السندِ إلا الحُنَيْنيُّ، ولا نعلم فِي إسلامِ عُمرَ أحسنَ منه (٣)، عَلَى أن الحُنَيْنيَّ خَرَجَ من المدينةِ فكُفَّ وَاضطربَ حدِيثُهُ.
[١٨٨١] حَدَّثَنَا عبدُ اللَّهِ بْنُ سعيدٍ، ثنا عبد اللَّه بن إدريس، عنِ ابنِ إسحاقَ. عن نافعٍ. عنِ ابنِ عُمرَ قَالَ: "لما أسلَمَ عُمرُ قَالَ: من أنمُّ النَّاسِ؟ قَالوا: فُلان، قَالَ: فأتَاه فقالَ: إنِّي قد أسلمتُ، فلا تخبرن (٤) أحدًا، قال: فخرجَ يجرُّ إزارَهُ وطرفهُ عَلى عاتِقِهِ، فقالَ: أَلَا إِنَّ عُمَر قد صبأ، قَالَ: وأنا (٥) أقولُ: كَذَبْتَ، ولكنِّي أسلَمْتُ، وعلَيه قميصٌ، فقامَ إليه خلقٌ من قريش فقاتلوه وقاتلهم حَتَّى سَقَط وأكبُّوا
[١٨٨١] كشف (٢٤٩٤) مجمع (٩/ ٦٥). وقال: رواه البزار، والطبراني [١/ ٧٢/ رقم ٨٣] باختصار، ورجاله ثقات، إِلَّا أن ابن إسحاق مدلس. اهـ. قلت: وهو في البحر الزخار [برقم ١٥٦] وراجعه.