وأقدم من كتب فيها مغلطاي المتوفى سنة ٧٦٢ هـ. فقد جمع زوائد ابن حبان على الصحيحين. وكذلك ابن كثير المتوفى سنة ٧٧٤ هـ فرتَّب مسند الإِمام أحمد على حروف المعجم وضم إليه زوائد الطبراني وأبي يعلى (١).
ولم يكتب لشيء من تلك البقاء، ولا الذيوع، ولم تُعرف حتى وقتنا الحاضر، ولم نجد أحدًا نَوَّه بها، ولا ذكر أنه استفاد منها، أو وقف عليها، سوى أنها ذُكِرَت في مؤلفات بعض من ترجم لهم.
ولم يعرض الهيثمي لها بالتنبيه والذكر والإِشادة بفضل مؤلفيها، وهي عادة العلماء في مؤلفاتهم حيث كانوا يذكرون الفضل لسابقيهم في الفن الذي كتبوا فيه.
وكذلك لم يعرض لها الحافظ ابن حجر أو البوصيري فيما كتباه، وهو يدل دلالة واضحة على أنها لم تكن معروفة في ذلك الوقت، أو لأن كتب الهيثمي أغنت عنها، فإنه قد تناول زوائد ابن حبان والطبراني في معاجمه الثلاثة ومسانيد البزار وأحمد وأبي يعلى وغيرها من دواوين السنة. مما أعطى كتب الهيثمي أهمية باعتبارها أول ما وصل إلينا. وأن كل من كتب في الزوائد بعده فقد استفاد منها واستقى من نبعها.
وصرَّح باستفادته منها الحافظ ابن حجر في كتابه المطالب العالية (١/ ٤) وكتابه الذي بين أيدينا.
وكذلك البوصيري فإنه استفاد منها لكنه لم يصرح، بل لم يشر لذلك، وقد أشاد كل من ابن حجر والبوصيري بفضل الهيثمي وسبقه في مجال التأليف في فن زوائد الحديث.
[أوهام في نسبة كتب الزوائد]
وناهيك عن اختفاء تلك المصنفات في عالم الغيب، أن نُسِبَ بعضها إلى مجموعة كتب الزوائد خطأ، كما نسب تخريج زوائد سنن الدارقطني على الكتب الستَّة لقاسم بن قطلوبغا خطأ، بعد أن صرح معاصره ورفيقه السخاوي بأنه خرَّج زوائد رجال سنن الدارقطني على رجال الكتب الستة، وكذلك فقد نسب للحافظ ابن حجر أنه أخرج