للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد أوْلَم، وقد أرسلني إليك، فالتفتَ إليَّ، فقالَ: هل طلعتِ الشمسُ؟ قيل: لا أحسب إلا قد طَلَعَت [الشمس]، قال: الحمدُ للَّهِ الذي أطْلَعَها من مطلعِها، ثُمَّ قَالَ: سمعتُ أبي وجدِّي -يعني: النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقولُ: "من صلَّى الغداةَ، ثم قعدَ يذكرُ اللَّهَ حَتَّى تطلعَ الشمسُ، جعلَ اللَّهُ بينَه وبيْن النار (١) سِترًا".

ثُمَّ قَالَ: قُومُوا فأَجيبُوا ابنَ الزبير، فلمَّا انتهينا إلى البابِ، تلقَّاهُ ابنُ الزبير عَلى البابِ، فقالَ: يا ابنَ رسولِ اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] أبطأت عليَّ في هذا اليومِ، فقالَ: أما إِنِّي لقد (٢) أجبتكم وأنا صائمٌ، قَالَ: فهاهنا تحفةٌ (٣)، فقالَ الحسنُ بْنُ عليٍّ: سمعتُ أبي وجدِّي -يعني النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقولُ: "تحفةُ الصائمِ الزائرِ: أن يُغلّفَ (٤) لحيَتَهُ، ويُجمِّر (٥) ثيابَهُ، ويذرر (٦) " قال: قلتُ: يا ابنَ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-! أعد عليَّ (هذا) (٧) الحديثَ، قَالَ: سمعتُ أبي وجدِّي -يعني: النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "من أدامَ الاختلافَ إلى المسجدِ: أصابَ آيةً مُحكمةً، أو رحمةً منتظرةً، أو علمًا مسطرًا، أو كلمة (٨) تزيده هدًى، أو تَردَّهُ عن رَدَى، أو يدعَ الذنوبَ خشيةً أو حياءً".

[قال الشيخ: عند الترمذي: تحفة الصائم، الدهن، والمجن].

قال: لا نحفظه إلا من هذا الوجهِ، وسعدٌ هو ابن طريفٍ، وعُميرُ لم يروِ عنه إلا سعدٌ، وسعد متروكٌ.


(١) في الأصلين: الناس. وهو تحريف.
(٢) في الأصلين: فقد وصوبت بحاشية (ب).
(٣) قوله: "تحفة"، التحفة: طُرفة الفاكهة، وقد تفتح الحاء، والجمع تحف، ثُمَّ تستعمل في غير الفاكهة من الألطاف.
(٤) قوله: "يُغلِّف" يلطخ.
(٥) قوله: "يُجَمِّر"، أي: يبخر بالطِّيب.
(٦) قوله "يذرر": هو استخدام نوع من الطيب مكون من أخلاط.
(٧) سقط من (ش).
(٨) في (ب): حكمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>