للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الإِمَامُ ضَامِنٌ (*)، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ (**)، اللَّهُم أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ للمُؤَذِّنِينَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ تَرَكْتَنَا. نَتَنَافَسُ فِي الأَذَانِ بَعْدَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: إِنَّهُ يَكُونُ بَعْدِي أَوْ بَعْدَكُمْ قَوْمٌ (١) سَفلَتُهُمْ مُؤَذِنُوهُمْ".

قَالَ البَزَّارُ: [قَدْ] رَوَى صَدْرُهْ عَنِ الأَعْمَشِ جَمَاعَةٌ عَلَى اضْطِرَابِهِمْ فِيهِ وَفِي إسْنَادِهِ وَتَفَرَّد بِآخِرِهِ أَبُو حَمْزَةَ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.

قَالَ الشَّيْخُ: رَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ أَوَّلهِ (٢) إِلَى قَوْلِهِ: "واغْفِرْ لِلْمُؤذنِينَ".

قُلْتُ: أَبُو حَمْزَةَ إِمَامٌ وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُهُمْ فِي البَزَّارِ بِسَبَبِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ وَهُوَ فِي لِسَانِ الميزانِ (***).


(*) قوله: "الإمام الضامن" أراد بالضمان الحفظ والرعاية، لا ضمان الغرامة، لأنه يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم.
(**) قوله: "والمؤذن مؤتمن". أي أن القوم يثقون به ويتخذونه أمينًا حافظًا، فالمؤذن أمين الناس في صلاتهم وصيامهم.
(١) سقطت من (ب): وألحقت بالحاشية "زمانًا".
(٢) لفظه في (ش): عند أبي داود منه.
(***) هو في لسان الميزان (ج ١/ ص ٢٣٧: ٢٣٩). وقد أورد الذهبي البزار في الميزان وأورد هذا الحديث فيما وهم وأنكر عليه. وقال على هذه الزيادة: هذه زيادة منكرة. قال الدارقطني ليست محفوظة. اهـ وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان: ولم يتفرد أبو بكر البزار بهذه الزيادة فقد رواها أبو الشيخ في كتاب الأذان له: عن إسحاق بن أحمد بن محمد بن الحسن بن شقيق [ثقة] سمعت أبي حمزة. . فذكره. وقد أثبت ابن عدي هذه الزيادة أنها من حديث أبي حمزة السكري فبرئ البزار من عهدتها. وقال ابن عدي [الكامل ج ٥/ ص ١٨٩٧] في ترجمة عيسى بن عبد اللَّه بن سليمان العسقلاني، ثنا عمران بن موسى بن فضالة، ثنا [عيسى بن] عبد اللَّه بن سليمان [القرشي] ثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش فذكر الحديث بزيادته وقال في أثر هذه الزيادة لا يعرف إلا لأبي حمزة السكري [عن الأعمش] وقد جاء بها عيسى هذا عن يحيى بن عيسى، عن الأعمش. قلت [أي: الحافظ ابن حجر] وأخرجها البيهقي في السنن [الكبرى ١: ٤٣٠] من طريق عمرو بن عبد الغفار، ومحمد بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>