ولما حضرت العراقي الوفاة قيل له من تُخْلِف بعدك؟ قال: ابن حجر، ثم ابني أبو زرعة، ثم الهيثمي.
وصنَّف التصانيف التي عم النفع بها كشرح البخاري الذي لم يصنف أحد في الأولين ولا في الآخرين مثله وتغليق التعليق، و (التشويق إلى وصل التعليق) و (التوفيق) فيه أيضًا و (تهذيب التهذيب) و (تقريب التهذيب) و (لسان الميزان) و (الإِصابة في [تمييز] الصحابة) و (نكت ابن الصلاح) و (أسباب النزول) و (تعجيل المنفعة برجال الأربعة) و (المدرج) و (المقترب في المضطرب).
وأشياء كثيرة جدًا تزيد على المائة، وأملى أكثر من ألف مجلس، وولي القضاء بالديار المصرية والتدريس بعدة أماكن.
وخرَّج أحاديث الرافعي، والهداية، والكشاف، والفردوس، وعمل (أطراف الكتب العشرة) و (المسند الحنبلي) و (زوائد المسانيد الثمانية).
وله تعاليق وتخاريج ما الحفاظ والمحدثون لها إلَّا محاويج، توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.
. . . وإن يكن فاتني حضور مجالسه والفوز بسماع كلامه والأخذ عنه فقد انتفعت في الفن بتصانيفه واستفدت منها الكثير.
وقد غلق بعده الباب وختم به هذا الشأن، وأخبرني الشهاب المنصوري أنه شهد جنازته فلما وصل إلى المصلى أمطرت السماء على نعشه فأنشد في ذلك الوقت:
قد بكت السحب على … قاضي القضاة بالمطر
وانهدم الركن الذي … كان مشيدًا من حجر (١)
* * *
(١) هذه الترجمة منقولة عن ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي ص ٣٨٠ - ٣٨٢. ومن شاء التوسع فليراجع ترجمته بـ "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر" لتلميذه السخاوي. وكتاب ابن حجر العسقلاني ومصنفاته للدكتور شاكر محمود عبد المنعم، ففيهما تفاصيل كثيرة عن حياته ومصنفاته. واكتفيا هنا بهذا القدر اكتفاء بشهرته رحمه اللَّه تبارك تعالى.