للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو سمحت الظاهرات الطبيعية باستخدامها، وهو بذلك منهج يجمع بين قوانين العلوم الرياضية وقوانين العلوم الطبيعية التجريبية، ويقدرهما جميعا، وأيضا فإنه يقدر العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع والتاريخ والاقتصاد السياسي١، وحسبه أن يسجل الأسس التي تقوم عليها الأصول المختلفة التي تسود فيها، فلكل علم طبيعته ومن الصعب أن يوضع لكل العلوم قوانين عامة مطلقة على نحو ما حاول أرسطو قديما في منطقه.

ولعل مسيرة البحث العلمي الكبرى بخاصة في العلوم الطبيعية، يمكن أن تعود إلى التجارب التي أجراها جاليلو في الفيزياء "Calileo, S. Experimental work" وذلك في أوائل القرن "السابع عشر" ويدعي الغربيون أن هذا العصر تتوج باكتشاف اللوغاريتم على يد نابيير٢ عام "١٠٢٣هـ/ ١٦١٤م" وهناك بحوث هارفي "Harvey" على الدورة الدموية٣، واستخدام الرموز العشرية على يد بريجز٤ "Briggs" عام "١٠٢٦هـ/ ١٦١٧م".


١ درج الباحثون العلميون على تقسيم العلوم إلى علوم طبيعية وعلوم اجتماعية، فالعلوم الطبيعية أو العلوم الدقيقة على سبيل المثال: علم الكيمياء، وعلم طبقات الأرض، وعلم الطبيعة، وعلم الفلك، وعلم النبات، وعلم الحيوان، أما العلوم الاجتماعية فقد شاع حصرها في أربعة علوم رئيسة وهي: علم الاجتماع، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم الإنسان الاجتماعي والثقافي، وعلم السياسة، وهناك علوم سموها بالعلوم الإنسانية، وعلى رأسها علم التاريخ، الجغرافية، الاقتصاد، واللغة، ولبعض هذه العلوم فروع يرى المختصون فيها عدها مع العلوم الطبيعية: كعلم الإنسان الجسدي "وضعت هذه التسمية بدلا من "الأنتربولوجية الفيزيقية" وهي تسمية معربة وقد شاعت ترجمتها بعلم الإنسان أو الإنسانية" والجغرافية الطبيعية، كذلك هناك فروع يرى المتخصصون فيها أنها تنتمي إلى العلوم الاجتماعية كالجغرافية البشرية والسياسية والاقتصادية وجغرافية الشعوب التي تتشابه مع علم وصف الشعوب كالتاريخ الاجتماعي وفلسفة التاريخ اللذين كثيرا ما اختلطا بعلم الاجتماع النظري. حسن الساعاتي: مرجع سبق ذكره ص١٢.
٢ إن من بلور فكرة اللوغاريتمات هو ابن حمزة المغربي من علماء القرن "العاشر الهجري والسادس عشر الميلادي"، وأتى نابيير فطور فكرة المغربي، ثم ادعى اكتشاف علم اللوغاريتمات، وأدخل عليها هنري برجز الإنكليزي الأصل "١٥٦١-١٦٣١م" بعض التعديلات على جداول نابيير، فكانت أول الجداول التي ظهرت للنور عام ١٠٣٣هـ/ ١٦٢٤م". علي عبد الله الدفاع: روائع الحضارة العربية الإسلامية في العلوم، ط١، مرجع سبق ذكره ص٧٤.
٣ سبقه ابن النفيس "٦٠٧-٦٨٦هـ/ ١٢١٠-١٢٨٨م" إلى ذلك فقد قال بالدورة الدموية قبل سرفيتوس بـ "٢٥٠" عاما، ونذكر في هذا الشأن علي بن العباس، وأبا القاسم المشهور بالزهراوي.
٤ سبقه إلى ذلك الأزدي "٧٣١هـ/ ١٣٢١م" والكاشي "ت ٨٢٩هـ/ ١٤٢٥م" المرجع السابق ص٥٨.

<<  <   >  >>