لكتابة تقارير البحوث العلمية طريقة "أسلوبا" متفقا عليها، ولعل الباحثل "الطلبة بخاصة" يحسن صنعا إذا أمعن النظر في المقالات والتقارير، التي تنشرها المجلات العلمية يتعلم منها كيفيةكتابة التقرير، وقد يجد صعوبة في قراءتها في بادئ الأمر، لكنه يسهل عليه فهمها والإفادة منها كلما ازداد اطلاعه.
يشمل أسلوب الكتابة في الواقع جانبين: التعبير وسلامة اللغة، وجانب أعلم وأشمل وهو عرض البحث وفق خطته، إن استخدام الباحث أسلوبا كتابيا ملائما، يبرز فيه حقائق بحثه بصورة علمية ودقة دون تشويه أو تحريف أو تحيز، متبعا في ذلك مخططا واضحا، يخرج هيكل البحث سليما غير منقوص، عمليتان متكاملتان تؤديان إلى إخراج البحث بشكل علمي سليم وسوف نتناول الآن الجانب الأول:
يعرض الباحث حقائقه بموجب الصيغ التي توصل إليها، مترابطة متماسكة شارحة وموضحة بكلمات مختارة وجمل منظمة، موجزا في التعبير متحاشيا الفواصل الطويلة بين الفعل والفاعل مثلا، والمبتدأ والخبر مع التأكيد على التعليل والمناقشة الرصينة للآراء، ودعم بالأدلة والشواهد، وعلى الباحث المبتدئ تجنب التكلف بالأسلوب، ويتم ذلك بعد مران طويل، حتى يستقيم له أسلوب واضح. فصيح، يخلو من الألفاظ الغريبة، أسلوب علمي لا يعلو على إفهام المثقفين ولا يهبط إلى لغة العلوم أسلوب فيه استواء وتناسق، وربما كانت أفكاره ضحلة سطحية لكن أسلوبها تحدث في نفس القارئ لفتة نظر، بحيث يقبلون عليها لا فيها من دقة وضبط للجمل وتناسق في العبارات وجمال وبساطة في التعبير، بعيدة عن الغموض والأسلوب الأدبي المسهب، والتعقيدات اللفظية والكلمات الغريبة التي تسبب جفاف الأسلوب.
وبجانب العرض الدقيق وأوضاعه ينبغي أن يكون الأداء سديدا بحيث تتوافر لدى الباحثين بخاصة الناشئة منهم، معرفة دقيقة بقواعد اللغة، وقواعد الإملاء واستعمال الكلمات المعاصرة الواضحة والتكرار أمر معيب، وإذا اقتضى ذكره أكثر من مرة يشار إلى رقم الصفحة التي ورد فيها للمرة الأولى، كما أنه لا يحبذ استعمال الكلمات أو العبارات باللغة الأجنبية إلا إذا كانت اصطلاحية "Technical terms".