للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس عشر: وسائل القياس]

[مدخل]

...

[الفصل الخامس عشر: وسائل القياس]

تمهيد:

معنى القياس: هو تحويل الوقائع الكيفية "الصفات" إلى أخرى كمية "متغيرات" أو هو عملية تعيين أعداد ورموز للملاحظات أو للمعطيات المتوفرة حول موضوع من موضوعات الفكر، أي أن هذه العملية تعني تحديد معالم الشيء برموز وأعداد والقياس هو القيام بهذه العملية وفي هذا المعنى نلاحظ جانبين أو عنصرين: الأول وجود منظومة مجردة، تعتمد بخاصة على الثوابت والمتغيرات١ التي يمكن التعبير عنها بقيم عددية، ويعني هذا أن المنظومة رياضية السمة، وأما العنصر الثاني في مفهوم القياس هو المنظومة الواقعية أو الظاهرات والموضوعات المختلفة التي تؤلف بعلاقاتها وخصائصها الواقع الأمبريقي "التجريبي"، وحسب هذا المعنى يعتمد القياس على استبدال المنظومة الثانية بالمنظومة الأولى. وعملية الاستبدال هذه هي مسألة إبداع علمي من جانب الباحث تتطلب منه معرفة بشروط هذه العملية، وقابلية الموضوع المقاس للملاحظة الموضوعية وإمكانية التعبير عنه بخصائص عددية ورياضية، هذا ونميز بين نوعين: القياس "Measurement" والمقايسة "Scaling" حيث يشير الأول إلى


١ ينظر إلى المتغيرات في البحث العلمي على أنها البديل عن لغة "السبب والنتيجة" ويقابله لفظ الثابت في الرياضيات والمنطق، فالثابت هو قيمة معينة محددة أما المتغير فيمكن أن يعطي قيما متعددة كثيرة، وتعتبر المتغيرات لغة البحث العلمي، تستخدم فيه بدلا من الصفات لأنها أكثر مرونة وقابلية للمعالجة الرياضية.

<<  <   >  >>