للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الخامس: دور التراث العربي في إحياء البحث العلمي]

تمهيد: كي نقدر هذا الدور يجب أن نضع في اعتبارنا مجموعة من الحقائق:

- إن الحضارة العربية الإسلامية حضارة إنسانية النزعة والهدف، عالمية الأفق والرسالة، سمتها التسامح، تؤمن بالعلم في أصدق صورة وأعمق أصوله، مما كان له أثره البارز في تكوين الفكر العلمي لدى الغربيين منهجا وأساليب بحث ومعارف نظرية وتجارب تطبيقية في شتى العلوم إضافة إلى إسهام الفكر العربي في نقل التراث اليوناني والهندي والفارسي والحضارات القديمة في موطن العرب، حضارة بلاد ما بين النهرين وحضارة وادي نهر النيل، وهكذا كان دور حضارة العرب منطلق النور الذي عم أوروبا بعد الظلام وهو دور لا يمكن أن يجحد أو ينكر١.

كان تفوق الحضارة العربية العلمي والمادي في الشطر الأعظم من العصر الوسيط، أمرا لا ينكره أحد، فالعصر الذهبي في الشرق والمغرب العربيين كان بدءا من منتصف "القرن الثامن للميلاد" وحتى "القرن الثالث عشر الميلادي"، وفيه تفوق العرب والمسلمون علميا وماديا، فحينما سقطت طليطلة في سنة "٤٧٥هـ/ ١٠٨٥م" سرعان ما بدأ ريموند النظر في إنشاء معهد لترجمة الكنوز العربية إلى اللغة اللاتينية، وفي سنة


١ جرونيباوم. حضارة الإسلام. مرجع سبق ذكره، ص٤٢٨.

<<  <   >  >>