للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطالب الذي ينجح في إعداد بحثه خلال مرحلة الدراسة الجامعية الأولى، هو نفسه الطالب الذي يوفق في إنجاز رسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراة في مرحلة الدراسات العليا.

٢- مرحلة الدراسات العليا: ويعد الطالب فيها ما نسميه بالرسالة١ وهي تسمية أكاديمية لنيل الدبلوم ودرجة الماجستير، وبالأطروحة لنيل درجة "دكتوراه" والرسالة أقصر من الأطروحة، تكون مبتكرة في موضوع من الموضوعات، لذلك فهي البحث المتصل، يتعهده الباحث ليكشف عن حقيقة من الحقائق المدعومة بالبراهين، والأسانيد، تمد الطالب بتجارب وافية في البحث وتضيف جديدا للثقافة، أما الأطروحة فتطلب دراسة أصيلة أعمق، كما يجب أن يكون الجديد فيها الذي يضاف للمعرفة الإنسانية أقوى وأكثر نضوجا ووضوحا، لذلك فهي تعتمد على مراجع أوسع، وتحتاج إلى براعة في التحليل والاستنتاج ليغدو ذلك الأثر عملا إبداعيا ممتازا، يستطيع الباحث فيما بعد أن يستقل في إنتاجه.

ب- أما بحوث الأساتذة، فلكل أستاذ منهجه في البحث، رغم وجود خطوط رئيسية يتبعها جميع الباحثين، ويتم نشرها في ثلاثة أشكال:

أ- كتاب يشتمل على البحث الذي أعده الأستاذ.

ب- مقال علمي ينشر في إحدى المجلات العلمية التي تصدر في داخل الجامعة أو خارجها.

جـ- مؤتمر علمي يشترك فيه الأستاذ ببحثه، فيلقي فيه هذا البحث، ويكون عرضة لمناقشة البحث من جانب المشتركين في المؤتمر، وتعقد هذه المؤتمرات الدول أو الجامعات أو الجمعيات.


١ عودة إلى التراث العربي، ولا أقصد بذلك دراسة الرسالة ونموها وإنما بنية هذه المقولة فكثيرا ما أطلق الدارسون أو الناشرون أو النقاد اسم الكتاب، بينما يسميه كل من طه حسين والحاجري رسالة "انظر كتاب رسالة التربيع والتدوير للجاحظ بتحقيق شارل بيللا، منشورات المعهد الفرنسي، دمشق"، وأيضا طه حسين: "من حديث الشعر والنثر ص٨٨"، وطه الحاجري "الجاحظ: حياته وآثاره، دار المعارف بمصر، ص٢٧٥" بيد أن الجاحظ نفسه يسمي هذا الأثر "رسالة" وذلك في كتاب "الحيوان" حيث يقول: " ... فإن أعجبتك هذه المسائل واستطرفت هذه المذاهب، فاقرأ رسالتي إلى أحمد بن عبد الوهاب الكاتب، فهي مجموعة هنا ... " "الجاحظ: الحيوان، ١/ ٧٣-٣١١، وابن خلدون: المقدمة ص٤٠٨، وابن قتيبة: عيون الأخبار ج١ المقدمة ص: ط-ي، والأصفهاني: الأغاني ١/ ١، ٢ طبعة الدار، وابن منظور: لسان العرب مادة "ر س ل" وأحمد زكي صفوت: جمهرة رسائل العرب ١/ ٢٣، ومحمد كرد علي: رسائل البلغاء، والتوحيدي: الذخائر والبصائر ص٢٥٨، تحقيق الدكتور إبراهيم كيلاني. ويدل هذا الكلام بصراحة على أن الجاحظ وسائر الكتاب في عصره، وفيما تلا عصره كانوا يميزون بين الكتاب والرسالة.

<<  <   >  >>