أشرنا في موضع آخر إلى أن الفترة ما بين أول القرن الرابع عشر وأوائل القرن السابع عشر كانت فترة انتقال خرجت فيها أوروبا من العصور المظلمة لتدخل عصر العلم والتقانة والسيادة، بنتيجة جهود المفكرين وثمرة لأبحاثهم، ومن المؤكد أن الأمثولة الحضارية في العالم الإسلامي خلقت الحافز الأول عند الغربيين لتغيير نمط الحياة، ومن المؤكد أيضا أن هذا الأمر والأحداث التي رافقته تضافرا معا على الخروج بأوروبا من بحر الظلمات.
ظهرت خلال القرنين "الثامن عشر والتاسع عشر" حاجة جماهيرية إلى طلب المعرفة عن كل ما هو تقني وعلمي، وأطلق على طلائع العلم الحديث مصطلح "الثورة العلمية" "The Scientific Revolution" وكان أول من وضعه هو ألكسندر كواريه "Alexsandera Koyre" في عام "١٩٤٣"، إلا أن هذا المصطلح كان ولم يزل منذ وضعه مثار جدل ونقطة اختلاف لوجهات نظر عديدة.
كانت الفترة ما بين "٨٥٤هـ-١١١٢هـ/ ١٤٥٠-١٧٠٠م" فترة انقلابات فكرية