للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الرابع: دراسة العلاقات المتبادلة]

إذا كانت الدراسات المسحية تكتفي بجمع البيانات والمعلومات عن الظاهرات التي تدرسها، من أجل وصف وتفسير هذا المعلومات لفهم هذه الظاهرات، فإن دراسة العلاقات لا تكتفي بعملية الوصف والتفسير، بل تهتم بدراسة العلاقات بين الظاهرات، وتحليلها والتعمق بها لمعرفة الارتباطات الداخلية في هذه الظاهرات، والخارجية بينها وبين الظاهرات الأخرى، ونذكر في هذا الصدد ثلاثة أنماط من هذا الدراسات هي:

١- دراسة الحالة.

٢- الدراسة السببية "العلية" المقارنة.

٣- دراسات الترابط.

١- دراسة الحالة ١ "Case Study": وهي بحث متعمق في حالة من الحالات، وبحث في العوامل المعقدة التي أثرت فيها، والظروف الخاصة التي أحاطت بها، والنتائج العامة والخاصة التي نتجت عن ذلك كله، ويرجع استخدام منهج دراسة الحالة خلال نصف القرن الماضي في نظر البعض إلى ظهور نظرية "الجشطلت Gestalt" التي لفتت الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بالموقف الكلي، الذي يتفاعل فيه الكائن الحي، واعتباره جزءا من الموقف لا ينفصل عنه إلا بقصد التحليل فقط، وقد سبق إلى ذلك قدماء المصريين ومؤرخو رحالة العرب، حيث استخدموا دراسة الحالة في وصف حياة الناس والأمم، والأمثلة على ذلك كثيرة في تراثنا، وفي العصر الحديث اعتمد الباحثون هذا الأسلوب في صياغة بعض النظريات مثل "سيغموند فرويد" كما اكتشف فريدريك لابلاري تاريخ الحالة جزئيا ويعتبر عام "١٩٥١"، نقطة تحول كبيرة بالنسبة لهذا المنهج عندما نشر وليام هيلي "W. Healy" كتابه "الأحداث الجانحين".


١ Goode carter V. and Scates. D. E. "Methods of Research Education, Psychological and Sociological". op. cit. pp ٧٦٣٢-٧٣٠.

<<  <   >  >>