للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موضوعه علمه الاجتماعي الجديد، علم لم يسبقه إليه أحد، لقد تخلى عن شواغل الحياة السياسية والاجتماعية، ووضع فروضا كثيرة ونظريات متنوعة، تتعلق بالنظم الاجتماعية، واجتهد في تحري صحتها والبرهنة عليها١.

٥- البحوث الأكاديمية:

نميز بين بحوث الطلبة وبحوث أساتذة الجامعات، تشتمل الأولى:

أ- ١- البحث الصفي "حلقة البحث" ويسميها البعض المقالة أو "الإنشاء المنهجي" سواء كان أدبيا أو علميا، وهي أول ما يبدأ فيه الطالب البحث من المرحلة الثانوية حتى نهاية المرحلة الجامعية الأولى، فهي إذن البادرة الأولى للبحث، وتتكون المقالة٢ في صورتها التقليدية من مقدمة وموضوع وخاتمة، يقول عنها العقاد: المقالة مشروع كتاب٣.

إن الهدف من البحث الصفي "حلقة البحث تعريف الطالب بالمصادر المتعلقة بتخصصه والتعود على الانتفاع بالمكتبة، وبلورة أسلوب خاص به في عرض الأفكار، أسلوب موضوعي منهجي، وترتيبها وتقديمها بلغة سهلة مقبولة وواضحة، فالهدف يتلخص بالتدريب على إعداد بحوث متخصصة موضوعية، تتجلى في تطبيق الوسائل العلمية على البحث، واستخدام المادة واستقرائها ومعالجتها بالتنقيب والتحليل والموازنة بذكاء وفهم تقود الطالب إلى الحقيقة المنزهة عن الهوى، المؤيدة بالحجج والأسانيد،


١ مقدمة ابن خلدون، مرجع سبق ذكره ص٦، ٣٦-٣٧.
٢ المقالة كما عرفها الدكتور جودة الركابي: قطعة نثرية محدودة الطول تعالج مسألة علمية أو أدبية أو اجتماعية أو سياسية يشرحها الكاتب ويؤيدها بالبراهين والحجج والأسانيد حينا وبالانفعال الوجداني والتأثير العاطفي والتصوير الفني حينا آخر "جودت الركابي: منهج البحث الأدبي في إعداد الرسائل الجامعية، مرجع سبق ذكره ص١٤".
٣ لم يخل أدبنا العربي من أصول المقالة، نجدها عند ابن المقفع والجاحظ وغيرهما، وكانوا يطلقون عليها اسم الرسالة، وإن كانت الرسالة القديمة أطول من المقالة الحديثة، والمقالة مأخوذة عن الغربيين حين أخذنا عنهم فن الصحافة.

<<  <   >  >>