المراصد كثيرة منها "الأسطرلاب Astrolabe" وكان أنواعا، وكان أول مسلم صنع الأسطرلاب هو إبراهيم بن حبيب الفزاري "ت ١٨٩هـ/ ٨٠٤م" تقريبا، وأقدم رسالة في الأسطرلاب هي رسالة "علي بن يحيى" الذي سمي بأسطرلابي، وكان أول من استخدم هذه الآلات وأفاض في وصفها إبراهيم بن يحيى النقاش القرطبي، المعروف باسم الزرقالي "ت ٤١٤هـ/ ١٠١٣م".
يذكر أنور عبد العليم في كتاب "أضواء على قاع البحر" "١٩٦١م" أن العرب قد حسنوا آلتين هامتين من أدوات الملاحة كان لهما الفضل الأكبر في كشوفات فاسكو دي غاما وكولومبوس وماجلان من بعد آلة رصد النجوم "الأسطرلاب"، والأخرى هي "البوصلة البحرية" المعروفة "ببيت الإبرة"، توصل إليها العرب في القرن "الحادي عشر"، والمعتقد أن الإدريسي قد استخدم البوصلة، وقد ساعدت على نشأة علم الجغرافية علما عمليا يستند إلى حقائق تستقي من المشاهدة والخبرة.
وممن نذكر فضلهم في تطوير علوم البحار عامة والملاحة بخاصة، وابتكارهم لعدد من آلات البحر الضرورية للملاحة في ذلك الوقت سليمان التاجر، ابن ماجد، سليمان المهري، ورسالة سليمان التاجر الخطية سنة "٢٣٧هـ/ ٨٥١م" موجودة في المكتبة الأهلية بباريس تحت اسم "رحلة التاجر سليمان" أضاف إليها الكاتب العربي أبو زيد حسن السيرافي١ بعض المعلومات عن الهند والصين، وعن علاقة العرب بهذين البلدين خلال القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، كما ترك ابن ماجد النجدي، مؤلفات قيمة محفوظة في المكتبة الأهلية بباريس تحت رقم "٢٢٩٢، ٢٥٥٩" ومخطوط آخر يتضمن عددا من الأبحاث لرائد بحري آخر هو سليمان المهري، وقد قام الوزير الفرنسي جبريل فران بإعادة نشر هذين المخطوطين في باريس، مع ترجمة وتعليق عليهما، وأخرج كل ذلك في صورة ثلاثة مجلدات خلال العقد "الثالث من القرن الحالي"، ويقول الرحالة
١ لعله أبو سعيد السيرافي "ت ٣٦٩هـ/ ٩٧٩م" كان يثبت وجوده في حلبة المناظرة والجدل.