عباس المجوسي وقد اشتهر بين "٩٧٠/ ٩٨٠هـ" والزهراوي وغيرهم وقد أوردنا ذكرهم في موضع آخر.
أما في مجال العلوم الإنسانية، فإننا بحكم التخصص، نخص بالذكر المنهج الوصفي لدى الجغرافيين العرب، لقد كان التأليف الجغرافي يعرض لنا روحه ومضمونه في محاولات جدية للتفسير والتعليل العلميين، يدعمهما ذخيرة واضحة من المعرفة بهذا العلم، ونستمد المادة التي نحتاج إليها فيما يخص الجغرافية الوصفية من المؤلفات الغزيرة عن الرحلات البرية والبحرية، والكتب المتنوعة التي تقدم دليلا وافيا عن الطرق والمسافات والمراحل والدراسات المفصلة في الجغرافية الإقليمية والمحلية.
ثم لم نجد أي مؤلف انصرف بصورة منهاجية لوصف مشهد الأرض الطبيعي حتى مطلع القرن "الثالث الهجري""التاسع الميلادي"، وقبل أن يكون كتاب المجسطي نقطة انطلاق لدى العرب في ميدان الجغرافية الفلكية والرياضية، كانت أمور جغرافية استرعت انتباه العربي وملاحظاته حول النجوم الثابتة وسير الكواكب المتحركة وتغيرات الطقس، ومن ثم استرعت انتباه الكتاب العرب جغرافية شبه جزيرة العرب، ومن هؤلاء النضر بن شميل "ت ٢٠٤هـ/ ٨١٩م" وهشام الكلبي "ت ٢٠٦هـ/ ٨٢١م" والواقدي "ت ٢٠٨هـ/ ٨٢٣م" وكانت عنده أولى المحاولات الأدبية المطبقة على وصف العالم وأبو سعيد الأصمعي "ت ٢٨٣هـ/ ٨٩٦م".
أوجد العرب إمبراطورية واسعة، وأدت رغبة المعرفة بها إلى ظهور الجغرافية الأدبية أو الوصفية، والتي تمثلت بعلمي المسالك والممالك وعجائب البلدان، ونذكر من بين المؤلفات في هذا الشأن، ابن خرداذبة "ت حوالي ٢٧٢هـ/ ٨٨٥م" وكتابه "المسالك والممالك" وهو من طلائع من ألف في هذا المجال، والمروزي "ت ٢٧٤هـ/ ٨٨٧م" وكتابه "المسالك والممالك" واليعقوبي "ت٢٨٤هـ / ٨٩٧م" وكتابه "كتاب البلدان" وقد تناول بحوثه بأسلوبه وصفي بخاصة النواحي الإحصائية والطبوغرافية وقد قال عنه