٨- القيام بملاحظات وجمع البيانات بطريقة موضوعية ودقيقة.
٩- تحديد النتائج التي توصل إليها الباحث وتصنيفها ثم تحليلها وتفسيرها بدقة وبساطة، ومن ثم وضع توصيات لتحسين الواقع الذي يدرسه١.
نستنتج مما ذكرناه أن الباحث الكفء ليس مجرد جامع للمعلومات أو مصنف لها، وإنما يقوم بعمله على أساس من فرضية معينة ولغاية محددة يتم الوصول إليها وفق خطوات معينة.
إن مصادر معلومات الباحث في المنهج الوصفي إما من المجتمع الأصلي كله أو من عينة ممثلة لهذا المجتمع، ويتوقف اختياره لهذه الطريقة أو تلك على طبيعة الدراسة التي يقوم بها وعلى مداها، وفي حالة قيامه بدراسة المجتمع الأصلي بكامله لا بد أن يكون المجتمع المدروس صغيرا نسبيا، ويمكن الدراسة بهذه الطريقة، وحينئذ تنطبق النتائج التي توصل إليها على هذا المجتمع الصغير وحده، وإن كانت ذات فائدة نسبية بالنسبة للمجتمعات المماثلة، أما إذا كان المجتمع كبيرا، فلا بد من اختيار عينة منتقاة بطريقة علمية كي يستطيع القيام بالدراسة وحينئذ يعمم النتائج التي توصل إليها على المجتمع الأصلي الكبير بكامله، واختيار العينة أمر صعب وله طرائق تقنية سنعود إليها في موضع آخر.
يعبر الباحث عن البيانات التي جمعها إما بطريقة وصفية أو كمية أو بكليهما، والألفاظ الكيفية كثيرا، ما تعوزها الدقة، إذ إنها لا تحمل المعنى نفسه بالنسبة لكل الأفراد وفي كل الأحوال، كقولنا:"قليل، كثير" لهذا فإن الباحثين يحرصون على استعمال الرموز الكمية التي تعبر عن حقائق موحدة بالنسبة لجميع الأفراد وفي جميع الأحوال. هذا وتفرض بعض الدراسات الأسلوب الكمي كالتعبير بالأرقام وبرسوم بيانية على "تطور الدخل القومي" مما يتطلب عدة مفاهيم إحصائية، فهي تعطي وصفا.
دقيقا للظاهرة، بخاصة أنها تستند إلى قاعدة محدودة من القياس والإحصاء، على أن تتوافر أدوات القياس المناسبة، أما نتائج البحث فإن طبيعة المشكلة هي التي تحدد الأسلوب المناسب لعرضها، وحيث تخضع المشكلات المتعلقة بالظاهرات الطبيعية للأسلوب الكمي، في حين تخضع المشكلات الاجتماعية للأسلوب الكيفي أكثر من الكمي.
١ فاخر عاقل. أسس البحث العلمي في العلوم السلوكية. مرجع سبق ذكره، ص١١٥.