- تبدأ هذه المراحل بملاحظة المشكلة، أو الظاهرة موضوع الاهتمام، التعرف على أبعادها وأسبابها على شكل فرضيات قابلة للاختبار، مبنية على أسس نظرية قوية، ومن ثم وضع تصميم التجربة، أي كيفية اختبار الفرضية أو البرهان عليها، ونوعها، ومكان إجرائها، يليه اختبار عينة ممثلة لمجتمع البحث، ويتم من ثم تصنيف مفردات العينة وتقسيمها إلى مجموعتين مجموعة المراقبة أو المجموعة الضابطة، والمجموعة الثانية يتم تعريضها للتجربة، مع تحديد وسائل التجريب المناسبة، بعد القيام بتجربة أولية للتأكد من صحة ودقة أسلوب القياس، وما يجب أن يقاس أثناء التجربة، وصولا إلى القيام بتنفيذ التجربة، كما يتم التخطيط لها والحصول على البيانات المطلوبة، والمعبرة عن فرضيات التجربة فعلا وتحليلها وصولا للنتائج التي تم استخلاصها١.
وبهدف المقارنة نذكر أننا أشرنا إلى أن أسلوب بيكون كان أسلوبا استقرائيا وليس استنتاجيا، وقد أوضحه في مؤلفه "الأداة الجديدة للعلوم" حيث بين المنهج التجريبي وخطواته، وبين أن على الباحث أن يجمع الحقائق التي تعتبر أساس المنهج الاستقرائي ومادته، كما بين أن هناك مرحلتين للبحث أولادهما مرحلة التجريب والثانية مرحلة اللوحات أو تسجيل التجربة، وهي مجرد مبادئ وملاحظات، اقتدى بها من جاء بعده من الباحثين مثل جون ستيوارت ميل وكلود برنارد اللذين نضج على أيديهم المنهج التجريبي وثبتت دعائمه.
تشمل مرحلة التجريب لدى بيكون بعض الجوانب وأهمها:
أ- تنويع التجربة: أي تنويع الظروف التي تمر بها التجربة، أو المواد التي تنتج عنها ظاهرة معينة.
ب- إطالة التجربة: وذلك أن يستمر الباحث في جعل المؤثر ينتج أثره في الشيء المتأثر حتى يعلم هل يغير ذلك في طبيعة المتأثر، أو أن ذلك ينتج ظواهر جديدة.
١ محمد عبيدات وآخرون. منهجية البحث العلمي، ط١، الجامعة الأردنية، ١٩٩٣، ص٤١.