التعليمات، وفي مقدمتها التشويق للإسهام في التجربة، وإثارة روح المنافسة بين المجرب عليهم، أمر آخر هو ضرورة وضوح التعليمات ودقتها كي تكون النتائج صحيحة، والتأكد من استيعاب المجرب عليهم التعليمات لا أن يتظاهروا بذلك آملين أن يفهموا التعليمات من خلال ممارستهم للعمل المطلوب، وقد يستدعي الأمر تكرار بعض النقاط الهامة، بخاصة التعليمات التي تتطلب أعمالا مغايرة للعادات المألوفة، ومن المناسب تكرار لك قبل بداية التجربة.
إضافة إلى التعليمات التي تعطي عادة قبل بداية التجربة، قد يكون من المفيد أحيانا إعطاء التعليمات أثناء القيام بها، وبعد مرحلة معينة منها، مما يعمل على إعادة تشويق المجرب عليهم، وكثيرا ما يفيد في تنفيذ التجربة تغيير أوقات التجريب، وإعطاء تعليمات إضافية من أجل زيادة تبصر المجرب عليهم فيما يقومون به، هذا وهناك طرائق أخرى في إعطاء التعليمات سوى التعليمات الشفوية وذلك كالطرائق الكتابية مما يكون له الأثر الملموس في تشويق وتعزيز وإطلاع المجرب عليه على مدى حسن قيامه بالعمل.
٣- تسيير التجربة: وهو أمر على جانب كبير من الأهمية، وأهم وجوهها: التدريب المبدئي للمجرب عليهم وإعطائهم بعض الاقتراحات التي تساعدهم على القيام بمهمتهم، على أن لا يؤثر هذا التدريب في النتائج، وكثيرا ما يلجأ إلى تسجيل نتائج التدريب المبدئي وحسبانها في التحليل الأخير إذا لزم الأمر، هذا وللتدريب المبدئي أهمية في صياغة الفرضية، إذ إنها تتطلب جمع معلومات من المجرب عليهم.
أما الأمر الثاني فهو عزل المثيرات غير المرغوب فيها، وهو أمر شائع معروف في كثير من البحوث، وذلك على اعتبار أن هدف هذه البحوث هو في الأعم الأغلب تبيان أثر مثير ما في الإنجاز، لذلك فإن من واجب المجرب أن يحرص على أن لا يؤثر في النتائج إلا المثيرات المدروسة، وهذا أمر تحرص عليه الدراسات التي تتناول العمليات الحسية الإدراكية بخاصة وكل الدراسات السلوكية بعامة١.
١ فاخر عاقل. أسس البحث العلمي في العلوم السلوكية. المرجع السابق ص١٨٢-٢١٨.