للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما عن التراث العربي، فقد اقتضت روح العصر الذي نتناول علماءه في هذا البحث، أن تتهيأ للمفكر ثقافة واسعة، لأن فروع المعرفة ومنها العلم الطبيعي، كانت مذابة في الفلسفة، بل إن العلوم الطبيعية حتى في أوروبا، لم تعرف طريقها إلى الاستقلال إلا بعد أن وضعت مناهج البحث العلمي المختلفة، فكان تراث أرسطو وابن سينا١ في العصور الوسطى دائرة معارف، وإن كان هذا لم يمنع من أن يغلب على تفكير المفكر العربي وبحوثه اتجاه يجعله أقرب إلى الفلكيين أو الكيميائيين أو الفلاسفة. واقتضى هذا الوضع أن يكون العالم العربي على إلمام واسع بثقافة العصر على أحسن الوجوه، وهكذا تحققت في المفكر العربي خاصية الثقافة الواسعة التي أوجبت المحدثون من الغربيين توافرها في المحدثين من العلماء٢.


١ أحصى الأب جورج شحادة القنواتي آثار ومؤلفات ابن سينا فبلغت "٢٧٦" كتابا ورسالة وقصيدة، كما ورد في كتابه "مؤلفات ابن سينا". وللوقوف على نظرية العلم عند ابن سينا ارجع إلى: ابن سينا، البرهان والشفاء ١٠٩-١١١.
٢ ارجع في هذا الشأن إلى: توفيق الطويل. في تراثنا العربي الإسلامي. مجلة المعرفة ١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م، ٩، ٥٨، ٨٧.

<<  <   >  >>